-1-

الحياة سلسلة تجارب متصلة وفي التجارب وقائع قد لا تخطر على البال.

-2-

ومن المرارات المُوجعة خذلان الصديق عند الشدة وتنكره لك حتى كأنّك لم ترتبط معه برباط الأخوّة والمودة ..!!

-3-

قيل :

ان ابا الهول الحميري كان مرتبطا بصداقة عميقة مع رجل فقير ، ثم أقبلت الدنيا على صديقِهِ الفقير فأصبح ذا مال وثروة …

وحين وقع ( أبو الهول ) في ضائقة واحتاج الى مساعدة صديقِهِ قَصَدَهُ مستعينا به فخيّب ظنَّهُ وأرجعه خائبا يلوك مرارته الموجعة .

ولم يُطِقْ ابو الهول أنْ يلتزم الصمت ازاء ما رآى ممن كان يعده صديقا فكتب اليه هذين البيتين :

لئن كانت الدنيا أَنَالَتْكَ ثروةً

فأصبحتَ فيها بعد عُسْرِ أخا يُسَرِ

لقد كَشَفَ الإثراءُ مِنكَ خلائقا

مِنَ اللؤمِ كانتْ تحتَ ثوبٍ مِنَ الفَقْرِ

نعم

انّ المال هو أحد اسباب الطغيان والتنكر حتى للاصدقاء والاخوان.

ومما قلناه في هذا الباب :

بِئْسَ مال الغني إنْ لمْ يكن فيهِ

لذي البؤُسِ والشَقاءِ نَصيبُ

لا رعى الله مَنْ يَذوبُ بحُبّ المال

والناسُ مِنْ شَقاها تَذوبُ

-4-

وفي العراق الجديد كثرت الشكاوى ممن تغيّر على اخوانه بسبب منصب ناله او ثروة حازها ، وباتت حقيقتُه التي كانت مستورة مخفية وانكشفت أوراقه

-5-

انّ هناك من يدّعي الصداقة والمحبة والاخوة ويُكثر من ( الاقوال ) المعسولة ولكن من دون أنْ يقرنها ( بالاعمال ) الدّالة على صِدْقِهِ في مدّعاه .

ومن هنا قال ابو هلال العسكري :

إذ خالفَ القولُ الفعالَ فانّه

لعمري هباءٌ لا يُفيد ولا يُجْدِي

فلا مرحباً بالخِلِّ يُبدي ليَ الهوى

وأفعالُه تُومي الى غَيْرِ ما يُبدي

فلابد التمييز بين الغث والسمين والصادقين والكاذبين.