ان تكتب عن حالة معينة وانت خارج سياق احداثها وان تعتمد على مرويات من هناك ومن اخرين ربما يتكلموا من خلال مالهم من مصالح معينة او من اجندات أخرى لها غاية سيئة واهداف مريبة .هنا اتحدث عن مسلسل ليلة السقوط والذي عالج او ناقش او وضع على الطاوله أحداث سقوط الموصل 2014 وما رافق تلك الأيام من أحداث كثر لا يعلم بها الا من كان هنا أو عاش مافيها من تفاصيل ومن أحداث رتبت بتناسق كبير وترتيب اشبه بالفيلم من خلال سيناريو معين ومرتب بكل ما فيه من حذافير دقيقة.
هذا المسلسل دونت احداثه من خلال كاتب عربي اعتمد في مصادره على أدوات غير دقيقة ومعلومات غير صادقة وكأن هناك نية لديه في إظهار الأمر كما يحلو له او من جنده لهذا الوضع .الاولئ به ان يأتي إلى الموصل وان يلتقي بأهلها مباشره وان يأخذ الحقيقة من تلك الافواه التي ذاقت الجوع ومرارة الوضع بكل مافيه من تفاصيل مؤلمة من الذين كانوا هنا وهم ملايين عاشوا الجحيم بكل مافيه من أمر مرعب وبكل مافيه من تفاصيل مروعة ان تلك الفترة كانت لا تطاق من هول اجرام تلك الفئة التي لم تفرق بين هذا او ذاك بل اننا من أكثر من ذاق من إجرام هولاء ومن مافيهم من وحشية وهم من دول شتى ،كان الأمر بيدهم وهم من نفذ تلك الجرائم ومن دون أي وازع ضمير.
كنا هنا نرى الجوع بكل مافيه من وحشية ونحن نبحث عن حشائش كي تسد مافينا من جوع وهناك من ضحى بكل شي من اجل سد جوع أطفاله وانا اتذكر امرأة من هنا وهي في ريعان شبابها تطلب من صاحب محل ان يعطيها علبةحليب لطفل لها وعرضت على صاحب المحل شرفها فهي لا تملك اي شيء بينما تلك الفئة تتنعم بكل شي وبكل ملذات الحياة. اي دين لهؤلاء ومن أي ملة هم فلا يحملون من الإسلام أي شي.ان هذا العمل الفني والذي يراه البعض وثيقة تغافل عن هذه الحالة وصور أهل نينوى بصور اخرئ وكأن كل اهل هذه البلدة هم على شكل واحد .ان التعميم خطأ فادح وكارثة كبرى كنا نرى الأكثرية تتذمر من هذا الوضع وتبحث عن اي وسيلة للخلاص والله كنا نحسد الطيور في السماء لأنها تملك الحرية في الانتقال من مكان إلى آخر بينما الكل هنا حبيس الأماكن واموات ينتظرون الدفن.
من خرج من هنا ومن ترك بيته ربما فقد أشياء بسيطة بينما من اجبر على البقاء هنا عاش الموت دقيقة دقيقة وذاق الويل بكل مافيه من جحيم وبكل مافيه من كارثة لا توصف .اقول رفقا رفقا بأهل الموصل رفقا رفقا بنا فنحن ضحية لمؤامرة كبرى وضحية لتخطيط وضع باحكام من اجل إيصال رسائل معينة ومن اجل اجندات معينة وقد نجح من وضع تلك الخطط ونجح من اجل تحقيق غايته.
من يريد الحقيقة عليه ان يأتي إلى من عاش تلك الفترة ومن ذاق الهول منها وليس من خلال اخرين لهم ما لهم من اجندة ومن غايات وفعلا هذا العمل الفني أظهر لنا ان علينا ان نتحرى الدقة في كل ما نقرأ وبكل ما نشاهد من قصص تاريخية فاحداث الأمس دونت من خلال من له الإمكانية ومن له القدرة والقوة وليس من خلال أفواه الجياع ومن ذاق الهول وفي الأمر كلام طويل وطويل.