ابي .. سلام من الله ومنا اليك …
وقد انقضت الاربعون يوما..
وان في بعض اعرافنا لحكمة رغم بداوتنا
انكشغت كثير وكثير من الاقنعة امامي
لن اذكر اسماء ومراتب .. عملا بقولك لي دائما : هاهية اتركها كما هي وامضي .. فالكل بين دائن ومدين.
ابي اعيد القول .. لن ارثيك .. فانت الحي في قلبي وضميري..
فلنكمل احاديثنا .
ابي .. تركت وشمك فينا .. ونشيد الفتى السومري يرطب السنتنا .. وخطوط طول وعرض يستقيم عليها نهجنا .. والانهار لنستقيك منها .. وتركت وتركت خير تركة لمحبيك .
ابي .. منك كانت الكلمة الاولى .. ياحرف صيغ باعجاز خالق .. لا اغالي .. فانت سليل اور واكد وماخلق الله من حضارات في وطننا .. وطن الحرف الاول .. وابجديات كل علم سرى في بقاع الارض .. كيف لا وقد التصقت بجسدك المسجى نسخة الوشم التي كنت اضعها في سيارتي عند نقلي اليك بغير وعي من المنزل الى المشفى ..
ابي خرجت من صلب كلماتك لارى وجود فهمك ومعرفتك التي كنت تدهشني بها ..
خير ما اورثتني .. نقاء مخلوط بطيبة وصفاء رغم الهموم التي تفتعل وتلقى في طريقنا .. ربما لم تعرفك الخلائق كما فهمتك انا ..كنت تقف بمسافة واحدة من الجميع .. فرغم كل البعد القسري الذي كتبه القدر علينا لقرابة الثلاثون عاما الا اني كنت اراك واضحا امامي .. اخزن علمك في ذاتي .. واتفكر فيما منحه الخالق لك لاكون على مسارك .. اكمل مااستطيع من نهجك .. رغم البعثرات التي تلقى هنا وهناك في طريقي فلابد للنور ان يسطع في النهابة.
كانت خمس سنوات اخيرة قضيتها عندي وفي وطنك بعمر كامل تجاهلنا فيه معا سنوات الاغتراب وماقاسيته فيها الما وبعدا عن وطنك.
ارقد بسلام .. فانت فينا ابدا …
سلام من الله ورضا لروحك ولكل محبيك .