…. أن واحدة من أسباب الحرب الأهلية الأمريكية ظهرت في المطالبة بتحرير العبيد وعدم إخضاع هذا الجنس البشري الأسود إلى مزيداً من الذل والقسوة وعدم الرحمة حيث كان العبد وما يملك ملكاً لسيده وباستطاعة مالكه ان يبيع أطفال العبد الى من يشاء او يبيع الزوجة او الزوج بالمزاد العلني الذي يسمى مزاد ( الرق ) متى اراد ورغب وهنناك أمهات وآباء ماتوا في عمر الشيخوخة ولم يروا اطفالهم بعد ان باعوهم في سوق الرقيق الى مدن بعيدة جداً فجاء الشماليون وعلى رأسهم ابراهام لينكولن الذي أصبح رئيساً للولايات المتحدة الامريكية فيما بعد ليطالبوا بفرض قانون يلغي هذه العبودية الظالمة التي تحطم قلوب هولاء المستضعفين ورفع شعار الرأفة والإنسانية أمام العالم في دولة ناشئة آنذاك مثل أمريكا وقال كيف ندعو الى الحرية والديمقراطية في العالم ونحن نضطهد العبيد ، والعجيب ان بعض المتنعمين من العبيد قد رفضوا هذا المطلب الشمالي ورغبوا في بقاء النظام كما هو الحال عليه أي الحرية ولا تحرر لانهم كانوا من المتنعمين بخيرات أسيادهم فكان سكنهم ومأكلهم وملبسهم من الدرجة الاولى لكونهم يعيشون في بيوت اولئك الاغنياء الذين يخدمونهم ويرضخوا لمطالبهم .. أن طبيعة الإنسان المتنعم بالخيرات على الدوام يرفض أي تغيير يطرأ على حياته فهو لا يريد ان يتبدل ما حوله لكي يبدء من جديد ومن يدري لعل الجديد لايصب في مصلحته فلذلك نراه يحاول جاهداَ ان يحافظ على هذا الحال ويكافح من اجل استقراره حتى لو استعمل القوة لضرب الثوار المطالبين بالتغيير وقد سمي حزب (المحافظين ) في بريطانيا مثلاً على هذا الاساس لانهم يطالبوا بالحفاظ على الوضع القائم ورفض التغيير بكل أشكاله ، أن 90% من اعضائه هم من النبلاء الإقطاعيين الذين يتاجرون بأموالهم وهم يمتلكون السلطة و يسمونهم اليوم اعضاء البرلمان أي الارستقراطيين الذين يملكون المال والسلطة ، اما العشرة بالمائة الباقيين فهم من البرجوازيين التجار أصحاب رؤوس الأموال والاملاك الواسعة …. ان الحياة مليئة بالأحداث المتشابهة التي مرت في الدول التي سبقتنا في الحضارة المعاصرة أي التقدم التكنلوجي ) فنراها تتكرر لدينا اليوم وهناك الكثير من يرفض التغيير ويحاول البقاء في مستنقع الفساد المالي والسياسي ليستمد منها طاقة بقائه .. أن الشعب الناجح هو الذي يستفيد من تلك الأحداث ويضعها نصب عينيه لكي يستلهم منها الدروس والعبر ويمضي بطاقاته نحو نيل الحرية والتحرر وليس البقاء في الذل والخضوع وفقدان المزيد من الكرامة .