الشاعر محمد علي سرور
شاعر لبناني
لا أقفلُ بابَ النصِّ…
فجمالُ الشرفةِ أن تبقى مشرَّعةً على المدى،
تستأنسُ بالشفقِ إذ يحاكي ألوانَ وردِها.
بحماقةِ نسمةٍ مشاغبة، تلفُّ الستائرَ على تمثالِ شمعٍ،
فيصير حوريَّة مساءٍ قروي.
تستأنسُ بأغصانِ شجيراتٍ بكرٍ، بها فضولُ اشتهاءِ القهوةِ، حين تتسابقُ رغوتُها في الانطفاءِ استجابةً لمتذوِّقٍ أيقظه الفيروزُ باكرًا.
بشمسٍ أفردتْ للتوِّ ذيلَ شعاعِها الأنيق… فاستراحت دفئًا يتغلغلُ في الصدور.
لا أقفلُ بابَ النصِّ…
لأني أنقشُ بإزميلِ الحلمِ مشهديَّة التبرعمِ،
وأبني فضاءً من ذرَّاتٍ غَبَشِ الرؤى لوحدَتي.
بين ثغورِ الأسئلةِ الفجَّةِ أدلقُ ما في جعبتي، فينسابُ الهذيانُ رقراقًا في الفَلواتِ… دون أن تلجمَهُ ضفافٌ أو قيود.
لا أجيدُ خِتانَ الطريقِ،
لأن للخطى وحدَها خيارُ الإتجاهِ وجرأةُ التأويل.
لا أجيدُ التعالي على تغاريدِ الطيورِ، لأنني لا أجيدُ لغةَ الطير.
منذ أقمتُ في عرزالِ وحدتي، تخفَّفتُ من حَمَلةِ الصكوكِ والأحكامِ والإسقاطاتِ الجاهزة،
فصارَ انسيابُ النسمةِ إلى صدري أسهل، وأريجُ الزهرِ أخفُّ وأنقى.
كيف لي أن أحرمَ النصَّ من التمازُجِ والذوبانِ مع الأذواقِ والإتجاهاتِ والنوايا… أيًا تكنِ النوايا؟
النصُّ ليس عقارًا يخصُّني، ولا بوَّابةً أنا حدَّادُها،
إنه ذرَّاتُ أنفاسٍ، حمَلتْها ريحُ الغوايةِ، فصارَ لقاطفِها…
نصيبٌ منها.
لن أقفلَ بابَ النصِّ،
بل أنكأُ المعاصي،
ولا ألوذُ بجلديَ إلى توبةٍ مشتهاة.