بعيدا عن دروس الحياة فالتاريخ ايضاً له دروس وعبر تؤكد انه لا يوجد شيء اسمه مستحيل ومثاله ان هناك دول كانت متعبة؛ لكن عند الجد والاخلاص انتقل حالها الى تحقيق المستحيل عندما حانت الفرصة للإصلاح والقفز على ترسبات الماضي تمكنت هذه الدول من استثمار الفرص مثلما يحصل في العراق الان.
العراق اليوم يعيش فرصة ربما لن تتكرر في ظل وجود حكومة يلمس بها العراقيون حرصا وربما هي أي الحكومة تعي حجم المسؤولية التي تصدت لها، والكتل السياسية اليوم تعيش تحدي إثبات الافضل على أرض الواقع بعد مرور 20 عاماً من التخبطات والاختلافات وحجم كبير من الازمات، والحاجة تؤكد اليوم الابحار بالإيجابية ومغادرة السلبية والذهاب الى مصالحة حقيقية بين الشارع العراقي والنخب السياسية التي امدت لسنوات طوال بسبب عدم الالتزام بالعهود تجاه الشعب العراقي من توفير الخــــــدمات كالماء والكهرباء والصحة والتعليم وغيـــــــرها والعيش الكريم وتأمين الســــــــكن وتحجيم البطالة.
يفترض استثمار هذه الاجواء سياسياً عبر التحركات الميدانية بالنزول الى الشارع والاحياء والازقة لبيان المشهد السياسي وما آلت اليه الاحداث والاعلان عن بدء صفحة جديدة فهذا ليس عيباً وانما المخجل في الامر ان يبقى الشعب غاضب من الحكومة والطبقة السياسية وينبغي على السياسيين ترك المخاوف جانباً والقبول بالنقد وتحمل الاوزار وتجاوز العقدة لردم هذه الهوة سواء في الجنوب او الشمال فكلنا عراق واحد موحد.
ترك الخلافات جانباً والبحث عن حلول جذرية لإرضاء الشارع العراقي أصبح ضرورة ملحة لإرجاع حبل المودة مع الطبقة الفقيرة وإعادة القناعة بوجود حكومة ونظام سياسي قادر على احياء وتعمير وخلق حياة جديدة للعراقيين وتأمين الفرص.