تاسست اللجنة الاولمبية العراقية في عام 1948 وبنفس العام شاركنا باولمبياد لندن ، لكننا انسحبنا من هلسنكي 1952 وملبرون 1956 لاسباب سياسية ، وشاركنا في دورة روما 1960 وحصدنا الميدالية البرونزية الوحيدة عن طريق الرباع الخالد عبد الواحد عزيز.
وشارك في اولمبياد طوكيو 1964 والمكسيك 1968 وانسحبنا من دورة ميونخ 1972 ووصل الوفد العراقي للقرية الاولمبية لدورة مونتريال 1976 لكننا انسحبنا قبل ساعات من انطلاق الفعاليات تضامنا مع الدول الافريقية ، وشاركنا في اولمبياد موسكو 1980 ولوس انجلوس 1984 وسيئول 1988 وبرشلونة 1992 واطلنطا 1996 وسدني 2000 واثينا 2004 وبكين 2008 ولندن 2012 وريودي جانيرو 2016 وطوكيو 2021 ولم نحقق اي انجاز.
ثلاثة دورات بزمن الاولمبية الحالية ، لكننا عجزنا عن صناعة بطل اولمبي يوازي المال المخصص لها ، والبعض يصفه انه قليل ولن يسهم في صناعة وتحقيق الانجاز .
لكننا ننسى واقعنا المتراجع بالرياضة مقارنة مع دول عربية واخرى مجاورة للعراق ، لان هذه الدول تصرف مبالغ اقل بكثير من ما هو مخصص لرياضة العراق طوال (20) سنة .
الاردن مثلا حصدت ميداليات اولمبية بميزانية قليلة ، وكذلك مصر التي رعت مشروع لصناعة البطل الاولمبي ونجحت في حصد ميداليات التفوق ، وكذلك تونس ، وايران الجارة والتي يعرف الجميع انها تعاني من صعوبات مالية لكنها تنجح دائما في حصد مراكز متقدمة في الالعاب الاولمبية والآسيوية، وحتى لبنان وسوريا تحصد انجازات افضل من ابطالنا .
مشكلتنا هي بغياب التخطيط الصحيح القصير والطويل الامد ، وسنبقى ندور في حلقة مفرغة ولن نحقق احلامنا ، لاننا مازلنا نختار الرجل غير المناسب في المكان غير المناسب .
ونحن مازلنا اساتذة بالتنظير على الورق، لكننا نفشل بالامتحان الحقيقي في الميدان، نملك عدد كبير من كليات التربية البدنية وعلوم الرياضة بالجامعات الحكومية والاهلية، وعدد كبير من التدريسين العلماء الذين يحملون لقب (بروفيسور) لكنهم لا يجيدون فن صناعة ابطال حقيقيون للعراق .
انجازاتنا لا تتعدى العربية والاقليمية في بعض الاحيان الآسيوية ، واذا تواجد ابطال العرب وآسيا الحقيقيون في هذه البطولات فاننا نغيب عن منصات التتويج .
في آخر دورة عربية اقيمت في قطر 2011 حقق السباح العالمي اسامة الملولي (13) ميدالية ذهبية في مختلف السباقات وجمع مع زملائه بالسباحة من تونس (17) ميدالية ذهبية وتفوق على مصر (9) ذهبيات والمغرب (5) ذهبيات ، والعراق غاب عن جدول الميداليات كلها بالسباحة ، وفي العاب القوى تصدرت المغرب الميداليات (11) ذهبية ، وقطر (6) ذهبيات ، والسعودية ((6 ومصر (5) وترتب العراق كان العاشر في جدول الميداليات بعد ان حققت العداءة دانة حسين ذهبية وفضية وبرونزية.
تنتظرنا مشاركات مهمة في دورة الالعاب العربية بالجزائر 2023 بتموز المقبل ، وبعدها سنشارك بآسياد الصين 2023 هل سنحقق انجازات توازي المال المخصص لرياضة ، ام ان مشاركتنا ستكون لاكتساب الخبرة .
الاولمبية شكلت لجنة سمتها بـ(الخبراء) لمناقشة الاتحادات التي ترغب بالمشاركة بالدورة العربية والآسيوية ، وستحاول هذه اللجنة وبالاتفاق مع الاولمبية تقليص عدد ابطال الرياضة المشاركين وتوسيع الاداريين المتواجدين ، وهو ما لاحظناه على اغلب مشاركات العراق السابقة .
وللتذكير فان ملف استعدادات فريق كرة القدم لاولمبياد ريودي جانيرو 2016 ورحلاته الاوروبية ما زالت غامضة علما ان نتيجة مشاركتنا بالاولمبياد كانت الفشل والخروج من الدور الاول.
فشل الرياضة بالسنوات السابقة علق على شماعة الوضع الامني وقلة الدعم المالي وعدم وجود منشآت رياضية على مستوى عالي ، لكن الجميع نسى او تناسى ان آفة الفساد منتشرة بالرياضة العراقية بشكل كبير ولم تنجح اي جهة حكومية بالتصدي لها.