تداول المواطنون والاعلام وأصحاب الشأن خلال المدة الماضية الاحاديث عن تعديل وزاري في العراق و( إعفاء وتدوير) عدد كبيرمن المسؤولين (بدرجة مدير عام ) أو دونها وهو إجراء سليم وخطوة موفقة لا يعترض عليها أحد ، وتتفق مع معايير الوظيفة العامة في العالم المتقدم وفي مقدمتها وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ..

وحسن الاداء هو المعيارفي التقويم الوظيفي وأساسه توفر الكفاءتين .. كفاءة الضمير ( النزاهة ) والكفاءة المهنية ..

إن الفساد المالي والفشل تؤامان سياميان ، بقلب واحد وعقل واحد، يتغذيان من مصدر واحد ، يمثلان وجهي الادارة المتخلفة وتأخر البلدان وتخلفها من أن تلتحق بركب الدول المتقدمة ..

من الطبيعي أن تسعى الحكومات في بداية تشكيلها الى إرضاء الجماهير وخلق تصور لديها بان القادم يختلف عن الماضي وانها ستنقلها الى حالة افضل وهو عرف تتبعه كل الحكومات في العالم من خلال قرارات واجراءات تعزز هذا التصور ، ولذلك يلاحظ إتفاق الناس بما في ذلك من هم معارضون ومن داخل العملية السياسية نفسها على تأييد أي خطوة إتخذتها الحكومة خلال مدتها القصيرة وفي مقدمتها الجانب الخدمي ومتابعة قرارات وزيارات رئيسها الميدانية الى مؤسسات الدولة والقطاع الخاص ولقاءاته المباشرة في الشارع مع الناس ومع شرائح مختلفة لمعرفة الحقيقة والوقوف على معاناتها لحلها..

وقد لامس رئيس الحكومة الحقيقة واصاب كبدها عندما إعترف بتراجع الاقتصاد والتعليم والخدمات وسوء الادارة واستفحال الفساد وهي امور شخصها المواطنون منذ وقت مبكر ، لكن التشخيص لوحده غير كاف إن لم تتبعه خطوات سريعة على مستوى الانتاج في الصناعة والزراعة ومعالجة مشكلة البطالة.. وهذه الامور تتطلب حل ملف قطاع الكهرباء بالكامل لياخذ دوره في تشغيل المعامل والمزارع والمرافق الخدمية وتقديم نموذج جديد في الادارة والعمل اساسه الكفاءة المهنية والنزاهة .

ومن هنا يجب ان تعيد الحكومة الى الوزارات دورها في أن تكون منتجة وتؤدي ما عليها من واجبات للمواطنين ضمن اختصاصاتها .. فلا يعقل أن تكون وزارة الصناعة والزراعة والسياحة مثلا عبئا على الموازنة ويصرف عليها الشعب من واردات النفط بدل أن تكون عونا للنفط في الموازنة وتوفير الجزء الاساس من حاجات الشعب ضمن اختصاصاتها..

إن طريق الاصلاح الحقيقي يبدأ من تخليص البلاد من المحاصصة وهي أس البلاء واعادة الاعتبار للمواطنة وبذلك تضمن الحكومة تحقق الكفاءة والنزاهة معا ، والعمل بقانون الادارة الصحيح ( وضع الرجل المناسب في المكان المناسب ) ..

وعندها تكون قد حققت وعدها للشعب وشعارها ( حكومة الخدمة الوطنية ) وهي ليس بتبليط الشارع فقط وانما تبدأ به وترتقي منه صعودا الى التخلص من المحاصصة وتقديم حيتان الفساد الى المحاكم لينالوا جزاءهم العادل وليس الاكتفاء باصطياد الاسماك الصغيرة ..

{ { { {

كلام مفيد :

عندما لا تستطيع فعل أشياء عظيمة ، فكن رائعا عندما تفعل الاشياء البسيطة ..( نابليون هيل ) .. كاتب امريكي معروف ( 1883- 1970) .. يهتم بالتنمية البشرية وله مؤلفات فيها ، منها (فكروازداد ثراء ) وكان أكثر الكتب مبيعا.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *