-1-
تجري على الألسن هنا وهناك عبارات وكلمات لا يصح إطلاقها لما تنطوي عليه من مفارقات عقائدية وان لم تكن مقصودة .
ومن أمثلة ذلك :
انك تسمع الرجل وقد انهكته العِلّة والمرض يقول :
لولا الطبيب الماهر الفلاني لكنتُ اليوم في عداد الموتى .
ونسمعَ التاجر الفلاني الذي واجه ازمة مالية حادّة كادت ان تخرجه من عداد التجار يقول :
لولا فلان لكنت اليوم في عداد المتسولين المتسكعين على الابواب .
وفي المثالين لا تجد ذكراً لله على الاطلاق .
وهذا المسلك خاطئ لا يستقيم مع مفاهيم القرآن
قال تعالى :
” وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون “
يوسف / 106
وقد سئل الامام جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) عن معنى الآية فقال :
” هو الرجل يقول :
لولا فلان لهلكتُ ، ولولا فلان لأصبتُ كذا وكذا …
ألا ترى أنه جعل لله شريكا في ملكه يرزقه ويدفع عنه ” ؟
فقالوا له :
لو قال الرجل :
لولا أنْ من الله عليّ بفلان لهلكتُ
قال :
” نعم
لا بأس لهذا “
ان الله سبحانه هو الذي يًقيضُ لك مَنْ يُنجدك ويُعينُكَ عند الشدة فكيف تنساه وتنسب الألطاف لغيره ؟
نسأله تعالى أنْ يوفقنا وايّاكم لِذِكْرِهِ وشُكْرِهِ وأنْ يُغدق علينا النعم والبركات وهو الرؤوف الرحيم .