عديدة هي الصور الجميلة والمعبرة التي حفلت بها مناسبة تتويج الملك تشالز الثالث ملكاً لبريطانيا ومن هذه الصور الوفود الكبيرة من ملوك ورؤساء الدول أو ممثليهم ومن مختلف قارات العالم الذين حضروا الحفل والأعداد الكبيرة والغفيرة من المواطنين البريطانيين التي أحيت هذا الحفل وشاركت به وشاهدته والتي تجاوزت المليون مواطن وربما أكثر والانضباط العالي للمواطنين والتزامهم بتعليمات الأجهزة واللجان المسيطرة على الحفل والتنظيم الدقيق للحفل والملابس التقليدية الملكية التي تعود لقرون عديدة وملابس رجال الدين كذلك ولكن الصورة الجميلة والمؤثرة التي لفتت انتباهي هي صورة رجال الشرطة والأمن بزيهم الجميل زى الاحتفالات وكيف يتعاملون مع المواطنين باحترام دون ضرب أو دفع أو اعتداء فسيطروا على حركة المواطنين وعلى انسيابية مراحل الحفل بسهولة ويسر والصورة المعبرة هي ان جميع رجال الشرطة والأمن لا يحملون سلاحاً نارياً واحداً أو حتى هراوة أو عصا وكان اغلبهم يرتدي قفازات بيضاء في يديه دليل على السلم والنقاء والاطمئنان وعلى حسن المعاملة فلا بنادق ولا رشاشات ولا عجلات بصفارات تصدع الرؤوس والآذان ولا رمي الاطلاقات النارية لتخويف المواطنين وإرهابهم كتلك التي نشاهدها كل يوم عندما يمر قائد عسكري أو امني في احد الشوارع في بغداد والمحافظات أما إذا مر مسؤول أو سياسي كبير فهنا الطامة الكبرى حيث تقطع الطرق وتفتح السيطرات ويسير الموكب (رونك سايد) .
تخويف الناس
ويتم التجاوز على عجلات المواطنين وعلى المواطنين ودون ان يرتكبوا أية مخالفة أو ذنب المهم تخويف الناس وإرهابهم والاعتداء عليهم ليمر موكب هذا السياسي أو المسؤول بأمان ويتمنى المواطنين لو أنهم لم يتواجدوا لحظة مرور هذا السياسي أو المسؤول , فشتان ما بين ملك ابن ملوك وكيف يتعامل مع شعبه وبين سياسي أو مسؤول أصبح في غفلة من الزمن الأغبر مسؤول فاعتقد انه أفضل من بقية المواطنين فعمل لنفسه هالة من زخرف الدنيا ونعيمها الزائل ارتال من العجلات وأعداد كبيرة من الحميات المدججين بمختلف الأسلحة وكأنه ذاهب الى معركة وهؤلاء يفتحون له الطرق ويرهبون المواطنين ويعتدون عليهم دون ذنب إلا أنهم صادف وجودهم مع خروج هذا المسؤول وإذا وصل هذا السياسي أو المسؤول الى مكان عمله أو أي مكان يريده وأراد النزول من عجلته يتسابق العديد منهم لفتح باب العجلة له ويحيط به عشرات من المدججين بالسلاح إذا نزل من عجلته فهو خائف حتى من حمايته ومن شعبه خائف وهو في البيت المحصن وخائف وهو في الرتل المدجج وخائف وهو في المكان أو المؤتمر الذي يحضره خائف من الشعب ومن اقرب الناس له خائف لأنه خذل الشعب وخان الشعب وسرق الشعب وكذب على الشعب وسيبقى خائفاً طوال حياته عكس قادة وملوك العالم الذين يخدمون شعبهم ويضحون براحتهم من اجل شعبهم ووطنهم ويعملون على اساعده وتامين كل وسائل العيش الرغيد والآمن له وتامين كل احتياجات المواطنين وكل خدماتهم ويحافظن على حقوقهم ويصونون حرياتهم ويضحون براحتهم من اجل شعبهم ووطنهم فهؤلاء لا يخافون شعبهم أبداً فهم يحضون بمحبة شعبهم واحترامهم وتقديرهم وتبجيلهم وهذا ما شاهدناه في حفل تتويج ملك بريطانيا وكيف قابله شعبه باحترام ومحبة وإخلاص وشاركه حفله وقدم له الزهور وقبلات الحب وأمنيات السعادة .
وما دمت في هذا السياق من العلاقة الحميمة بين المسؤول والرعية كما شاهدناه في حفل تتويج ملك بريطانيا ومقارنة للعلاقة بين المواطنين في بلدنا والقادة والسياسيين والمسؤولين فإنني أتحدى أي مسؤول أو سياسي كبير يستطيع الخروج الى احد الشوارع دون حماية حتى يرى ويتأكد من معاملة المواطنين له ومن احترامهم وتقديرهم له !! وليجرب أحدهم وسيرى ونرى وكيف ستكون النتائج.