يعتمد الكم الثقافي لدى الانسان على مقدار التعايش مع محيطه وبيئته والتي قد تكون ذات واقع طبيعي او شبه طبيعي او غير طبيعي وخارج عن المألوف ويكون أساسها النشئة الأولى والتربية البيتية، لذلك نجد ان المحيط البيئي مهم جداً في عملية التحضير النفسي للظهور الى المجتمع والتعايش معهم والذي قد يكون متجانس مع ما حوله او شاذ عنهم ولكل حاله أسبابها ونتائجها.
لذا قد يكون المحيط صالح للتعايش او غير ذلك مما يدفع الشخص المعني للبحث عن ما يناسبه اذا كانت جذوره صحيحه، او قد يتعايش وفق المتغيرات ليكتسب من هذا التغير نتائج سلبيه تُزيد الكم المتراكم لديه من الانحدار الفكري.
لذلك قد نجد ان الاختلاف في المستويات الثقافيه والتي تشهدها بعض المناطق السكانية والتي قد تكون خليط متجانس متبادل للثقافات المنتجه او قد يكون خليط غير متجانس او منسجم مما حوله ويتسبب في زيادة التنافر المجتمعي وبالتالي زيادة المشاكل المتأتيه من جراء ذلك وصولاً الى زيادة معدلات الجرائم البسيطه او المعقدة.
ومما لا شك فيه فأن الثقافة العامة قد تلعب دور كبير في تقريب وجهات النظر المختلفة وصولاً الى ثقافة التعايش السلملي في المجتمع.
ولكن وللأسف فأن مستوى التفكير قد انحرف عن مساره الصحيح لدى البعض رغم وجود مقدار ثقافي لديهم، فعلى سبيل المثال كان التعايش السلمي المناطقي عند العوائل غير المتعلمة في اعلى مستوياتها من خلال احترام الجار ومساعدة بعضهم لبعض لا بل كانوا وكأنهم بيت واحد حزن وفرح مشترك وتجاوز الازمات والمشاكل بالحكمة والمنطق ولا يعتمد ذلك على المستوى المادي العالي او المتدني لتلك العائلات لكون لغة المنطق والتسامح هي السائدة.
اختلاف المشهد
اما اليوم فقد نلاحظ اختلافاً بالمشهد حيث نجد انعدام الترابط المناطقي رغم بعض المستويات العليا للشرائح المجتمعية او تدنيها سواءً المادية او الثقافية والتي باتت تُهدد المجتمع وتؤسس الى تفككات داخل الحي الواحد لا بل حتى في العائلة الواحده، والعجيب في ذلك ان المشاكل قد تنشئ لاساب تافهه وبسيطة جداً والتي قد تتطور ويزداد الامر سوء ومن الممكن ان تصل الى تهديد وشجار وحتى القتل.
فأذا سألنا عن السبب فقد نجد ان شجار بين أطفال او وقوف عجلة احدهم في باب جاره او لاسباب أخرى من المخجل الحديث بها. فما سبب ذلك اذاً؟
فلو بحثنا عن السبب لوجدنا ان التحول الفكري الناتج عن اكتساب ثقافات خاطئة مع سوء في تدارك المواقف والتهور والمبالغة في ردود الأفعال مع جهل القوانين والأعراف وتناسي للآداب الاجتماعية جعلت من البعض وكأنهم ناقصي الاهلية او غير مؤهلين لان يكونوا جزء من مجتمع متفاهم مترابط وصولاً للتكامل في كل شيء وبأعلى درجات المثالية التي من شأنها الارتقاء بمجالات الحياة المختلفة لاسيما الاستقرار في الثقافات والمحافظة عليها ومن ثم الارتقاء بكل ما يخدم الإنسانية.
{ استاذ مساعد دكتور لواء