احترام‭ ‬الرأي‭ ‬والرأي‭ ‬الآخر‭ ‬مسألة‭ ‬لها‭ ‬حير‭ ‬بارز‭ ‬في‭ ‬حقوق‭ ‬التعبير‭ ‬والحريات‭ ‬الخاصة‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬الغربية،‭ ‬وهي‭ ‬جزء‭ ‬أساس‭ ‬في‭ ‬التقاليد‭ ‬والأعراف‭ ‬والدساتير‭ ‬في‭ ‬البنود‭ ‬الخاصة‭ ‬بحقوق‭ ‬الانسان‭. ‬ويتجلى‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬وسائل‭ ‬الاعلام‭ ‬والنشاط‭ ‬السياسي،‭ ‬والحزبي،‭ ‬والجمعيات‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وسواها‭. ‬

غير‭ ‬انّ‭ ‬موجة‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬المثلية‭ ‬الجنسية‭ ‬ونشر‭ ‬علمها‭ ‬الملون‭ ‬بألوان‭ ‬القوس‭ ‬قزح‭ ‬باتت‭ ‬تكتسح‭ ‬حيز‭ ‬الحريات‭ ‬بما‭ ‬يصادر‭ ‬حق‭ ‬الآخر‭ ‬في‭ ‬رفض‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الشاذة‭ ‬التي‭ ‬يتفسح‭ ‬المجتمع‭ ‬بواسطتها‭ ‬يوما‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬كما‭ ‬ان‭ ‬الأديان‭ ‬مجتمعة‭ ‬تقف‭ ‬بالضد‭ ‬منها‭ ‬وتحرمها‭ ‬مطلقاً‭.‬

حكومات‭ ‬وزعماء‭ ‬وشخصيات‭ ‬مرموقة‭ ‬ينحنون‭ ‬بكل‭ ‬قدسية‭ ‬امام‭ ‬هذا‭ ‬الشذوذ‭ ‬الجنسي‭ ‬ويعلون‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬كونه‭ ‬حقا‭ ‬اكتسب‭ ‬الشرعية‭ ‬عبر‭ ‬قوانين‭ ‬وتشريعات،‭ ‬وباتوا‭ ‬اليوم‭ ‬يصغون‭ ‬لدعوات‭ ‬تجريم‭ ‬من‭ ‬يقف‭ ‬ضده‭ ‬ولا‭ ‬يؤيده‭. ‬أين‭ ‬اذن‭ ‬حرية‭ ‬الاخر‭ ‬في‭ ‬الرفض‭ ‬او‭ ‬القبول؟

فرنسا‭ ‬تسير‭ ‬أمام‭ ‬الركب‭ ‬الغربي‭ ‬في‭ ‬تشجيع‭ ‬ظاهرة‭ ‬المثلية‭ ‬والترويج‭ ‬لها،‭ ‬وها‭ ‬هي‭ ‬حكومة‭ ‬فرنسا‭ ‬تصدر‭ ‬بياناً‭ ‬رسمياً‭ ‬ساخطاً‭ ‬على‭ ‬لاعبين‭ ‬دوليين‭ ‬امتنعوا‭ ‬عن‭ ‬حمل‭ ‬راية‭ ‬المثليين‭ ‬للدفاع‭ ‬عنهم،‭ ‬لأنّ‭ ‬الراية‭ ‬لا‭ ‬تمثلهم‭ ‬ولا‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬أفكارهم‭ ‬ومعتقداتهم‭.‬

‮ ‬مهاجم‭ ‬الزمالك‭ ‬وغلطة‭ ‬سراي‭ ‬التركي‭ ‬السابق‭ ‬مصطفى‭ ‬محمد‭ ‬امتنع‭ ‬عن‭ ‬ارتداء‭ ‬قميصا‭ ‬يحمل‭ ‬شعار‭ ‬المثليين‭ ‬او‭ ‬ان‭ ‬يشارك‭ ‬في‭ ‬الدفاع‭ ‬عنهم،‭ ‬لكنه‭ ‬انسان‭ ‬سوي‭ ‬يحترم‭ ‬الاخرين‭ ‬اسوياء‭ ‬او‭ ‬منحرفين‭ ‬كانوا،‭ ‬ونراه‭ ‬يقول‭ ‬بكل‭ ‬صراحة‭ ‬ووضوح‭ ‬“أحترم‭ ‬كل‭ ‬الاختلافات‭. ‬أحترم‭ ‬كل‭ ‬المعتقدات‭. ‬يمتد‭ ‬الاحترام‭ ‬للآخرين‭ ‬لكنه‭ ‬يشمل‭ ‬أيضا‭ ‬احترام‭ ‬معتقداتي‭ ‬الخاصة”‭.‬

وهذا‭ ‬اللاعب‭ ‬ابن‭ ‬الخامسة‭ ‬والعشرين‭ ‬الذي‭ ‬سجّل‭ ‬8‭ ‬أهداف‭ ‬لفريقه‭ ‬هذا‭ ‬الموسم‭ ‬في‭ ‬الدوري‭ ‬بعد‭ ‬اعارته‭ ‬من‭ ‬غلطة‭ ‬سراي‭ ‬مع‭ ‬خيار‭ ‬الشراء‭ ‬بـ6‭ ‬ملايين‭ ‬يورو‭ ‬‮«‬بالنظر‭ ‬إلى‭ ‬جذوري،‭ ‬ثقافتي،‭ ‬أهمية‭ ‬معتقداتي،‭ ‬لم‭ ‬أستطع‭ ‬أن‭ ‬أشارك‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الحملة‭. ‬أتمنى‭ ‬احترام‭ ‬قراري”‭.‬

هنا‭ ‬تتجلى‭ ‬الحرية‭ ‬الحقيقية‭ ‬في‭ ‬احترام‭ ‬خيارات‭ ‬كل‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬وعدم‭ ‬اجبار‭ ‬أي‭ ‬انسان‭ ‬على‭ ‬تبنى‭ ‬أفكار‭ ‬غيره‭ ‬بالإكراه‭. ‬اين‭ ‬كان‭ ‬ذلك‭ ‬العالم‭ ‬قبل‭ ‬خمسين‭ ‬سنة‭ ‬حين‭ ‬كان‭ ‬يستنكر‭ ‬ظاهرة‭ ‬الشذوذ‭ ‬ويعيد‭ ‬تقييم‭ ‬الموظفين‭ ‬وذوي‭ ‬المناصب‭ ‬في‭ ‬ضوئها،‭ ‬في‭ ‬حين‭ ‬انّ‭ ‬الظاهرة‭ ‬الآن‭ ‬غدت‭ ‬عاملاً‭ ‬مساعداً‭ ‬لتولي‭ ‬بعض‭ ‬المناصب،‭ ‬أو‭ ‬ان‭ ‬لا‭ ‬تكون‭ ‬عائقاً‭ ‬أمام‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬اقل‭ ‬تقدير‭

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *