علمونا اجدادنا ان العقول تتفتح بالعلم واخبرونا ونحن نحبوا على اعتاب العلم ان العلم نور وان الله سبحانه وتعالى جعل قيمة العلم ذات علو ومنزلة ، وعندما يكون العلم من اهم الصفات التي يتحلى بها اي موجود من الموجودات ، فأنه يحمل صفة قيمة وسامية ، وقد جاء ذكر العلم ومن يحمل العلم عدة مرات ، اولها إن الله وصف نفسه بصفة العلم قال تعالى (( ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب ))سبأ 48 لما للعلم من مكانة عالية عند الله فقد وصف نفسه بها فكيف كان لحامل العلم من مكانة سامية في الاسلام والقرآن ، فهي من الصفات الحسنة لان الله لايصف نفسه الا بما هو حسن ، ومن خلال متابعتنا في ملابسات المجتمع ، فقد لمسنا ظاهرة مرعبة تكاد تطيح بالاخلاق والمبادء الذي تربينا عليها ، وهي تمرد شبابنا وبناتنا الذي يرتدون رداء العولمة الذي دخلت لهم من خلال شبكات التواصل الاجتماعي والقنوات التي تاخذهم الى السلوك والاخلاق الغير متزن والذي يسمونه حرية شخصية ، حيث تأثرت افكارهم الى تقليد شباب الغرب ، وهذه بداية طريق انهيار المنظومة التربوية والتعليمية ، من خلال التجاوز على حاملي رسالة العلم من قبل الطلبة والاهالي اي اولياء الامور ، وهذا الاسلوب ان دل فانه يدل على ماوصل اليه المجتمع من جهل وتخلف من قواعد الاسلام الاساسية ، ومادل عليه القران الكريم ، كنا من قبل نردد جملة ونحفظها ويؤكد عليها آباءنا وهي (قف للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم ان يكون رسولا ) إذا اين نحن من هذا الكلام ؟ أين مبادءنا واحترامنا لمن يقف ساعات لاجل أن يوصل لنا معلومة تفيدنا في المستقبل ؟
قال تعالى في محكم كتابه (( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات . والله بما تعملون خبير )) في هذه الاية فضل عظيم للعلم ومن يحمله ، عرفنا مكانة المعلم في القران الكريم وفي الاسلام ، لما له من مكانة وفضل علينا ولو تابعنا قليلا بلاد الغرب الذي يتزين شبابنا بزينتهم ولبساسهم . دعونا نتابعهم وهم يضعون قوانينهم لتبجيل المعلم وتقديره واحترامه ، يحضي المعلم في اليابان على سبيل المثال بالتبجيل والاحترام ، فهم يطلقون عليه لقب (سعادة ) حيث تنظر الاسرة الى المعلم بأنه شريك في تربية ابنائها وهو سبب في نهضة اليابان وللعلم اننا وضعنا اليابان كمثال رغم انها في تصنيف الدول العشر في تبجيل المعلم تكون في المرتبة العاشرة ، وقد حضيت (لوسمبورغ )المرتبة الاولى في احترام المعلم وتليها سويسرا والمانيا . وكوريا الجنوبية. والولايات المتحدة . والنمسا .وهولندا . وكندا.وايرلندا. واخيرا اليابان والتي جعلناها مثالا لنا ، والذي جعلني افكر ان قائمة التصنيف في احترام وتبجيل المعلم لم اجد دولة عربية قط على القائمة والغريب ان العلم ولد عند العرب حقيقة شر البلية مايضحك . فلو كان في العراق أي تقدير او قانون يحمي المعلم . لما تجرا اي احد من طلابهم او اولياء الامور بهذا الشكل المخزي ، مع الاسف نحن لانقيم من يمنحنا العلم والمعرفة لجهلنا بمكانته عند الله .