-1-

أيامنا لا تجري كلها على نَسَقٍ واحد ..،

فقد نُسعدُ بأيام حلوة نبتهج بها ونذوق طعم المسرة وإلاّ انّها قد تتحول وبشكل مفاجئ الى ايام داكنة تتوالى فيها الصدمات والانكسارات والاهتزازات .

انّ فقد الاحبة احدى تلك المرارات المُوجِعَة .

كما أنَّ الخسائر المالية تأتي ايضا في عداد الصدمات القويّة .

-2-

وكُلُّ مكروبٍ وحزين بحاجة الى مَنْ يُواسيه ويُسلِيه ويخففُ عنه وطأة المعاناة .

-3-

وهذه التسلية تكون أحيانا عبر الشعر وقوافيه ، وأخرى بكلمات حانية مؤثرة تقطر حبا وحنانا وتوجعا …

-4-

ومن امثلة القسم الاول قول الشاعر لمن فَقَدَ ولداً له كان يُلقب ( بالعباس)

خيرٌ مِنَ (العباسِ) صَبْرُك بَعْدَهُ

واللهُ خيرٌ مِنْكَ للعباسِ

وهكذا ذَكَّر الشاعرُ الابَ الملتاع بما للصبر مِنْ عظيم الاجر ، ثم انّ الله تعالى أرحم بولده منه …

ومن هذا القبيل أيضا قول الشاعر :

تَسَلَّ عَنْ كُلِّ شيءٍ في الحياةِ فقد

يهونُ بَعْدَ بقاءِ الجَوْهِرِ العَرَضُ

يُعوضُ الله مالاً أنت مُتْلِفْهُ

وما عن النَفْسِ إنْ أَتْلَفْتَها عِوَضُ

المهم بقاء الجوهر،

أمّا المال وسواه فهو من الأعراض التي تغدو وتروح، وهي إنْ زالت اليوم فانها تعوّض في الغد .

أما الجوهر وهو حياة الانسان فانّها إنْ فقدت لا تعوض أبدا

-5-

ومن امثلة التسلية المؤثرة بغير الشعر ما قاله لي احد الاصدقاء من الخطباء بعد وفاة سيدي الوالد العلامة المرحوم السيد محمد هادي الصدر حيث رآني وقد اشتبكت عليّ الهموم والاحزان قال :

انّ والدك مات عزيزاً ، اي أنه لم يمتد به العمر الى الوقت الذي يحتاج فيه غيره ممن قد يقصّر في حقه .

-6-

طوبى لذوي القلوب الرقيقة ممن ينطلق لمواساة إخوانِهِ، ويحرص على تخفيف وطأة معاناتهم، فتلك هي النزعة الانسانية الاصيلة الحميدة بكل الموازين .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *