هل هناك مَن يفيد من احياء مئوية ولادة الشاعر العراقية الرائدة الكبيرة نازك الملائكة في إعادة ضخ علامات الادب العراقي الحديث الى الواجهة التي باتت فقيرة «إلا مَن رحمَ ربي»؟
نازك الملائكة، الشاعرة والناقدة، كما تناولها في رسالة دكتوراه مبكرة عبدالرضا علي في ثمانينات القرن الماضي.
المبدعون العراقيون ظلمتهم السياسة التي جرت عليهم التعتيم في البلدان العربية الا مَن استطاع منهم النفاذ من قيود وأطواق وحدود، ووجد له فرصا في النشر والحضور في دول عربية مبكراً.
مراحل تاريخية في الادب العراقي، تحتاج الى مزيد من الدراسة والتمحيص والاكتشاف، لكن ليس على طريقة تسجيل رسائل ماجستير او حتى دكتوراه لباحثين مبتدئين في بداية الطريق ، لا يستطيعون ان يقدموا رؤى مغايرة في القراءات بمثابة اكتشافات منيرة.
هناك نقص كبير في جهود ترجمة اعمال الرواد الى اللغات الحية مع دراستها، كما انّ هناك تجاهلاً لأعمال إبداعية عراقية في العقود الثلاثة الأخيرة، لها أن تضيف الثمين والمهم الى المنجز السابق.
ينبغي ان يكون كل توجه في اطار إعادة ضخ الادب العراقي الى الأجيال الجديدة والى العالم في سياق دعم مفتوح من الحكومة التي لها وزارة ثقافة، بالرغم من انني أرى انّ البرامج الثقافية وسياساتها تحتاج الى قيام مجلس أعلى الثقافة والفنون مخول بصلاحيات وموازنة ويجري اختيار الأعضاء فيه على طريقة عضوية المجمع العلمي العراقي أو سواه من الهيئات الراقية التي وجدنا مثلها في دول عربية لا تملك عشر ما يملك العراق من تاريخ ثقافي ومنجز أدبي وفني .
المشهد الثقافي المرتبط بالصيغ الحكومية، يفرز الغث بكميات أكبر من السمين، وهذا في كل العهود. ويبدو اننا في زمن يجري تقنين الثقافة والابداع بشمولية جديدة تحاكي شمولية متداولة في العقود الماضية، ولعلنا امام مشهد أكثر قتامة في الابداع مما سبقه في الماضي القريب.
سألنا فنانا معروفا عن رأيه في قيام مجلس ثقافي اعلى، فتحاشى الإجابة لتجنب مصائد الجهات الرسمية والتجاذبات السياسية التي تقف وراء هذا التردي الواضح