من عادتي ان افرح كطفل حين اشاهد بائعا للكتب يتصرف ببساطة فيبيع كتبه باسعار غير عالية.مثل هذا البائع يشعرني بالسعادة,وكأن املا ما سيولد في وقت قريب. كذلك احس بنوع من الرضا النفسي حين اعثر على كتاب جيد ترجم حديثا.ترى هل اتحدث الان بلغة لا يفهمها احد؟.
انا في واقع الامر شخص يعيش في مدينة ترجمت الكتب قبل قرون,وتفاعلت في مدينتي بغداد ثقافات مختلفة,فهل من الغريب في شيء ان احسست بسكر ثقافي ينعشني حين اتخيل دور الكتاب في حياتنا,وعلى الاخص حين يكون التراث العالمي بين ايدينا مترجما.
اقول هذا الكلام لانني عثرت على عناوين لكتب مهمة قامت جمعية المترجمين العراقيين بنقلها الى اللغة العربية.وبعد اطلاعي على هذه الكتب وضعتني كلمة لرئيس جمعية المترجمين العراقيين الدكتور قاسم الاسدي امام مشروع مهم في الحقيقة.عرفت ان جمعية المترجمين تسعى لترجمة مائة كتاب تختص “بحضارة وادي الرافدين وادابها,والشعر والرواية والقصة والمسرح والفلكلور,فضلا عن كتب متخصصة في الترجمة وغيرها من الفنون الى لغات العالم الحية..ويسعى المشروع ايضا الى ترجمة الفكر العالمي الى اللغة العربية”.كما ان هناك نية لدى الجمعية بعد اكمال العمل على ترجمة 100 كتاب على الاستمرار “لاطلاق سلسلة 100 كتاب ثانية وثالثة”اذن نحن في حلم ثقافي بدأ يتحقق.وهل هناك شيء في هذا العالم يساوي متعة قراءة كتاب جيد سواء اكان الكتاب مترجما ام غير مترجم.
اظنها لحظة مهمة جدا ان تضاف الى المكتبة كتب تترجم من قبل مترجمين محترفين.ولا اظن ان احدا لا يتمنى ان تتسع حركة الترجمة اكثر واكثر لاثراء حياتنا الثقافية.لذا فان كلمة الشكر ستكون خفيفة الوزن ازاء ما يقدمه المترجمون لمكتبتنا. اتمنى ان يستمر هذا المشروع,ويلقى الدعم الكافي من قبل المعنيين.ذلك لان العناية بالمعرفة والثقافة,والتعليم هدف اخلاقي يسهم في تنوير اذهان الجميع.وهذا ما يتمناه الجميع.
اذن نحن ننتظر عناوين جديدة تصل الى ايدي القراء,فالنشوة ليست في كل الاحوال طبق يعد للمعدة..اننا بحاجة لمعرفة متنوعة تشبع جوعنا لثقافة جديدة.