ذكر احد الافاضل على صفحته في الفيسبوك تعليقا كان لا بد من الوقوف عليه وذلك بقوله :- ((يجب شمول (الشيوخ الجدد) بالمحتوى الهابط لانهم يقدمون اسوأ نموذج لصورة شيخ العشيرة)) ،، وقد علقت على ذلك بالاتي : – ان من المعروف ان هنالك اعراف وتقاليد تحدد ملامح ومواصفات القيادة الرئسية في اقدم المنظومات المجتمعية والمهام الموكلة اليها الا وهي العشيرة والقبيلة وما يتصل بها ، فهي على الاعم الاغلب متوارثه منذ عشرات بل مئات السنين ، ولها عالمها الخاص واعرافها وتقاليدها ،، الا ان الذي حدث في النظام السابق وكذلك في النظام الحالي كان امرا غير مسبوق ولم يكن معروف في هذه المنظومات المجتمعيه ،،، ففي النظام السابق الذي كان يحاول استثمار كل ما من شانه في دعم النظام ، فقد دعى مجاميع كثيره بدعوى انهم شيوخ عشائر ورؤساء افخاذ ونظم لهم تجمع في احدى دوائر الرئاسة في محاوله لاستقطابهم للعمل لصالح النظام وتوجهاته وبالاخص المهام الامنية والحشد الجماهيري ، وفي الحقيقة فقد كان نسبة كبيرة منهم هم من نواب ضباط وضباط الصف من المتقاعدين وحتى العاملين في المجالات الخدمية البسيطة وغيرهم . وهؤلاء هم الذين اطلق عليهم فيما بعد (بشيوخ التسعين) ،، اما بعد السقوط وما حدث من فوضى عارمة غير مسبوقة والمتمثلة في غياب السلطه الحقيقية وانهيار وسقوط هيبة الدولة ومؤسساتها الامنية والتنفيذية وانتشار الفساد بشكل خطير وتصاعد كبير في حجم الكيانات المسلحة وكذلك انتشار قيم البداوة والتعرب والتجمعات القبلية حتى في المراكز الحضارية الاولى وفي مقدمتها العاصمة بغداد ، اضافة الى هنالك عامل مهم ومحوري على الدوام وهو نزعه وحلم حب المشيخة والزعامة المجتمعية المتاصله في العقل الباطن للشخصية العراقية وبالاخص عند مثل هذة المجتمعات ، وهكذا فقد اخذت اعداد هائله تدعي انها تحمل عنوان (شيخ) وحتى ان عدد منهم جعل له مضيف خاص به ، وبالنتيجة فقد ظهرت ممارسات وسلوكيات ومواقف لا تنسجم مع اعراف وتقاليد هذه المنظومات المجتمعيه وبالاخص على مستوى الشيوخ كالتي عرفها الشعب العراقي ابان العهد الملكي كاسماء لامعة لا زالت تذكر لحد الان ، والتي لعبت دورا مهما في الحياة الاجتماعية والسياسية وما كانت تتصف به من شروط ومواصفات ان كانت ذاتية او موضوعية ،، ان هذا التخبط وهذة الفوضى الحادثة اليوم ،، اثارت حفيظه واستياء قطاعات واسعه من المواطنين واخذت نظرتها تتغير سلبا ورفضا تجاه هذة المنظومة المجتمعية ،، ان الحل الامثل لاعاده مكانة ودور هذه المنظومة وابعاد كل ما هو دخيل عليها وتحديد من هو الشيخ الحقيقي ضمن المواصفات والاعراف التي كانت سائده في العشيره والقبيلة ،، هو الى ان يصار الى تشكيل هيئه عليا من ذوي الاختصاص والخبرة في هذا الشان وتكون مهمتها الاساسية ان تحدد من هم الاشخاص الذين ينطبق عليهم هذا العنوان (شيخ) اعتمادا على الانتماء الاسري اساسا وموقع الاب والجد التأريخي في العشيرة المعنية وان ينظم لهم ارتباط مع مؤسسة عليا وتمنح لهم هويات وتثبت اسمائهم في ديوان خاص بهم منعا للاختراق والتطفل ،، اما ما عدا ذلك فلا يسمح لاي كان من انتحال هذة الصفة خلافا للضوابط والمواصفات المعروفة ،، وهكذا يمكن الحد من تفاقم هذه الظاهره الغير مسبوقه والخطيرة في تاريخ قبائل وعشائر العراق والتي من المؤكد ستكون لها نتائج وتداعيات خطيرة اذا لم يوضع لها حد باسرع ما يمكن .