حمل علي منير بضع نسخ من العدد الأول فور خروج النسخ الأولى من المطبعة وقدمها لرئيس التحرير الذي نقلها بدوره الى وزير الثقافة والاعلام الدكتور مالك دوهان الحسن وكان الجميع مسرورين بصدور المجلة وبما تضمنته من موضوعات، وصادف أن كان الوزير على موعد مع رئيس الوزراء آنذاك الفريق طاهر يحيى وقد حمل معه نسختين من (ألف باء) حيث أطلع رئيس الوزراء عليها والذي بارك الجهد الذي بذله العاملون في المجلة لكنه عندما قلب صفحاتها لاحظ وجود صورة لفتاة عراقية ترتدي مايوه سباحة في بحيرة الحبانية على الغلاف الداخلي الأخير وامتعض من ذلك وأوعز بوقف توزيع العدد لحين ابدال الغلاف، وكانت الصدمة كبيرة على العاملين في المجلة اذ أن قرار وقف توزيع المجلة صدر بحدود العاشرة مساءا وليس ثمة وقت لتدارك الأمر وتأخير صدور العدد يعني اخلالا بالموعد الذي تم الاعلان عنه مما قد يعكس رد فعل سلبيا لدى القاريء الذي كان ينتظر وصول المجلة اليه في الصباح الباكر من اليوم التالي وتفتق ذهن علي منير عن حل وهو أن يقوم الكادر الفني في المطبعة بتلوين المايوه باللون الأسود ومده الى القدمين بحيث يتحول الى بنطلون طويل وبذلك يتم تنفيذ أمر رئيس الوزراء من دون الاخلال بموعد التوزيع، وهكذا سهر الكادر الفني ومعهم كادر التحرير وتم بالفعل الباس الفتاة بنطلونا أسود بدلا من المايوه القصيرفي كافة نسخ المجلة ما عدا نسخ محدودة تم حفظها في ادارة التحرير كذكرى عن العدد الأول وكان أن وصلت المجلة الى القاريء في الموعد المقرر لها وظهرت على أكشاك الصحف وتلقفها القاريء دون أن يفطن أحد الى أصل الصورة.
هذا وقد حوى العدد الأول الى جانب ذلك سبقا صحفيا خاصا عن زيارة سرية قام بها ياسر عرفات الى بغداد الى جانب مقالات وأخبار وتحقيقات ملفته، كما كتب عبداللطيف السعدون على الصفحة الأخيرة تعريفا بالمجلة والمعنى الذي يرمز اليه اسمها الذي يحمل الحرفين الأولين من كلمتي (ارادة بلدي).
هذا بعض من صفحات بدايات (ألف باء) وآمل أن أوفق في توثيق صفحات أخرى من تلك البدايات التي كنت شاهدا عليها، منتهزا الفرصة لأحيي كل من خط حرفا في المجلة أو ساهم في رسم أو صورة لها وأخص بالعرفان أول رئيس تحرير لها وهو المناضل القومي الراحل غربي الحاج أحمد والصحفي المبدع علي منير.