عانى الشعب العراقي في ظل حكم البعث من دكتاتورية صدام حسين المصاب بجنون العظمى ,تلك الشخصية تركت اثر بالغ بنفوس الشعب العراقي لا يمكن نسيانها بسرعة الممكنة ,ومن بين هذه الاثار هو عدوى جنون العظمى الذي انتقل الى جميع طبقات الشعب العراقي مما ادى الى تقليد الاعمى المبالغ فيه بعد ما تم ازاحة حكمة واعتلاء الحكم من قبل الشعب الذي كان يعاني من الاضطهاد والبؤوس والحرمان ,هذه الطبقى الفقيرة انتقلت اليهم الاوهام الهذائية وجنون العظمى الذي ينتقل بسهولة وسرعة الى الاقربون او الاشخاص المتعلقون به ,وبشكل طبيعي تنتقل من الشخصية الاقوى الى الاضعف فيبدأ التقليد . وهذا ما لوحظ بعد 2003 على من اعتلى منصب القرار والسلطة في كل دوائر الدولة من اصغر موظف الى اكبر الموظفين , وظهر عليهم حب الظهور وخاصة بعد الانفتاح على منصات التواصل الاجتماعي فاصبحت حرية النشر والظهور متاحة لكل شخص ,لذلك نجد الشعور المتضخم او المبالغ فيه او المتشدد وينتشر لدى الافراد الذين يعانون في الاساس من اضطراب الشخصية النرجسية الذي يعنى احساس الفرد بالاستحقاق لمعاملة خاصة وطاعة الاخرين له , ويكون هذا الامر عادة استحقاقاً وهمياً بالجدارة , بدون صفات او انجازات متكافئة يستحقون عليها هذا الشعور المتضخم والهدف من ذلك لحماية ذواتهم الضعيفة من خلال بناء طبقات من الاحساس بأحقيتهم بشعور العظمى والذي يسمى بهوس الاستحقاق النفسي ممزوجاً بمرض البارانويا والذي يعرف بأنه اضطراب عقلي وظيفي، يتميز بالأوهام والهذيان الواضح والمستمر، والشخصية البارونية تكون متماسكة وعلى اتصال لا بأس به بالواقع إلا إذا زادت حدة المرض بصورة عنيفة وخاصة إذا كان الشخص المصاب بجنون العظمة، يعاني أيضًا من مرض الفصام (الشيزوفرنيا). وأحيانًا يكون صاحب الشخصية البارونية لا يعاني من أي اضطرابات سيكولوجية أخرى، ويسمى بالهذاء النقي (Pure Paranoid)? وأحيانًا أخرى يعاني من أمراض أو اضطرابات نفسية أخرى مصاحبة للبارانويا مثل النرجسية , التي وجدت المجال الكافي من قبل دعم الاحزاب المتعددة ,وتعدد القنوات الفضائية التي اضافة نكهة مرضية مما زاد الطين بله.
والمثل العربي الشائع ( شيم العربي واخذ عباته) يدل على اساس التنشئة النفسية الاجتماعية لدى المجتمع العربي .كذلك ما ذكر من قصص في القرآن الكريم منها “
)إِنَّ هَذَآ أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِى نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} أي أعطنيها أو اجعلها في سلطتي، وغلبني في القول فلم يدع لي مجالاً لأيّ مقالٍ.)قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ} فليس من العدل أن يفكر بهذه الطريقة التي تمثل الجشع الذاتي، والأنانية الطامعة، والاستضعاف الظالم، إذ كيف يطلب إضافة نعجة أخيه إلى نعاجه، ولا يتركها له ليستفيد منها في قضاء حاجاته الغذائية، وكيف يضغط الغنيّ على الفقير، ويفرض سلطته عليه، ليسلبه ما عنده… إن هذا هو الظلم بعينه.