بين ليلة و ضحاها، أصبح خلف خمَّاطَ الفرهود من الكوادر السياسية المتقدمة لأحد الأحزاب الإسلامية، لكونه مسجون سياسي، لقيامه بالسطو على الشعبة الحزبية في زمن صدام..
و الحقيقة أنَّ خلف النگري كما كان يُسمُّوه الناس في زمن النظام السابق، لأنه لم يترك بيتًا أو محلًا و حتى المسجدَ و الحسينيةَ إلَّا و سرَقها…
تَنقَّلَ خلف اللَّغَّاف، و هو اسمه الجديد من حزبٍ لآخرٍ و من تيارٍ لآخرٍ و من كتلةٍ لأخرى، بعد أن أيقنَ الجميع أنَّ خلف لا يُبقي و لا َيذر أي شيء في أي مؤسسة إذا استلمها.
لذا قرَّروا أن يُعيِّنوهُ سفيرًا في إحدى الدول الكبرى…
تَسَلَّم خلف اللَّغَّاف منصبه كسفير، و سكن في الحيِّ الدبلوماسي مع السفراء الأجانب، واختار قصرًا فخمًا ذا إيجارٍ مرتفعٍ جدًّا، مادام على نفقة العراق و أهله، بالرغم من أنه و زوجته (فِتنة طلَّاب خبَّاص) يسكنان الدار وحدهما…
كان عمل السفير خلف اللَّغَّاف أن يصحوَ بعد منتصف الظهر، و يذهب في نهاية الدوام لاستحصال أيِّ مبلغٍ من أيِّ نشاطٍ، ثمَّ يتوجَّه إلى فندق للعب الورق والروليت حتى الفجر، فيعود إلى زوجته (فتنة طلَّاب)، الذي تزوَّجها منذ ١٠ سنوات دون أن تُنجِبَ له.
بعد أقل من سنة، أنجبت فتنة طفلًا أشقرًا، مُدبدبًا، أحمرَ الجلد، أزرقَ العينَينِ.
قال خلف لزوجته فتنة: هذا المولود يشبه جارنا السفير الروسي موليتوف، و سُأسمِّي المولود معيوف..
قالت فتنة صارخةً بأعلى صوتها:
البيئة تغيَّرت، و جهالنا يطلعون على الناس إللي نشوفهم..
يا خلف.. كل شيء إلا الشرف..
في السنة الثانية أنجبت فتنة مولودًا ذا بشرةٍ سوداءَ، و شَعرٍ مُجَعَّدٍ، وَضَعَ خلف المولودَ بين يدَيه و هو يقول لزوجته فتنة: هذا المولود لا يشبهك و لا يشبهني، و لكنه يشبه جارنا سفير موزمبيق موبادي، و سُأسمِّيه سوادي..
قالت فتنة: العِرْقُ دَسَّاسٌ، أجدادك يجوز متزوجين إمرأة سوداء،
ياخلف.. كل شيء إلا الشرف..
في السنة الثالثة أنجبت فتنة مولودها الثالث، عندما رآه خلف صاح يا فتنة هذا شكله هندي و يشبه جارنا السفير الهندي كومار، و سأُسمِّيه جبار.
قالت فتنة غاضبةً: ياخلف.. كل شيء إلا الشرف..
آني أحب البهارات و الفلفل و العمبة الهندية، وطلع إبني على ما أحب…
في السنة الرابعة أنجبت فتنة لخلف طفلَها الرابع..
عندما رآه خلف أصيب بالذهول و قال: الطفل شكله يشبه جارنا السفير الياباني موبوشي، سأُسمِّيه بوشي…
عاد السفير خلف و زوجته فتنة و أبناؤه الأربعة معيوف و جبار و سوادي و بوشي إلى العراق لزيارة أهاليهم..
و حالما دخل خلف لبيت أهله و التقى أمَّهُ (چمالة)، و بعد العِناق و كلمات الإشتياق، و السلام و الإبتسام. قدَّمَ خلف أبناءَهُ الأربعة لأمه جمالة، الذي استقبلت التقديم بصريخٍ في وجه فتنة: (يا پالة شجبتي ل چمالة). يا خلف رحت سفير و من بيت فرهود، و رجعت محمَّل أطفال بلا حدود..
ثم قالت ل فتنة: يا مصخمة فاتحة منظمة، جايبة و ياچ مجلس الأمن و الأمم،..
قاطعتها فتنة بصوت عالٍ: يا أم خلف.. كل شيء إلا الشرف…إذا سمعوا إخوتي الإسباع… يشكُّون الكاع .. ويدفنونچ بساع…!!!؟؟؟
قالت چمالة: ولچ يا أخوتج، يا زوجة الأمم المتحدة، خلف من چان بالگماط وگع من الكاروك، و ورمت خصيتيه، و الطبيب گال بعد ما يبول إلا إنكص الورم و غدد خصيتيه.. ولچ خلف ما يصيرله خلف..
خلف بس للغف…
يا فتنة..خلف من جماعة أختنه..
منين إيجيب كلّ القارات….
تذكَّرتُ هذه القصة التي كتبتها منذ أربع سنوات، و أنا استمع لتصريح سفير العراق في واشنطن و الذي توقَّعَ إمكانية إقامة علاقة مع (إسرائيل)..
أقول: أرسلناكَ سفيرًا لتمثِّلنا، لا لتمثِّل نفسَكَ و تفضحنا..
و مثلما كانت فتنة تقول: يا خلف..كل شيء إلا الشرف…
فإنها تقولُ لكَ:
يا سفير كل شيء إلا الضمير..
اللهمَّ احفَظ العراقَ و أهلَهُ من ولاتنا الظالمين…
و انصُرنا على الطُّغاةِ الفاسدينَ…
أ.د. ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي