-1-
قال الشاعر :
ولم كالمعروف أَمّا مذاقُه
فَحُلْوٌ وأمّا وَجْهُهُ فَجَمِيلُ
لا يعشق اصطناع المعروف الاّ الصادقون في شوقهم الى رضوان الله ومثوباتِهِ والى عظيم نَعِيمِهِ وجنّاته …
-2-
انّ كل عاشقِ للمعروف انما هو مشروع واعد لا يعتزم الاّ ادخال السرور على القلوب الحزينة والنفوس المكروبة ، بما يقدّمه لها من خدمات ومساعدات ويستشعر اللذة في قضاء الحاجات وتتجلى الطِيبة والانسانية فيه فضلاً عن عميق ايمانه .
-3-
الانانيون يحجبون عن انفسهم شَرَفَ اصطناعِ المعروف ، لأنهم هائمون بحب ذواتِهم ، ولا شان لهم بالآخرين .
وهذا هو الخسران الكبير .
-4-
وللمعروف شرائط لا يتم الاّ بها .
وقد عرّفنا الامام الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام) بتلك الشرائط حينما قال :
( لا يتم المعروف الاّ بثلاث خصال :
تعجيله ،
وتصغيره ،
وستره “
ما قيمة المعروف اذا سَوَّفْتَ في أدائهِ حتى انقضى وقت الحاجة اليه ؟
انّ المبادرة اليه على نحو عاجل تجعله البلسم الشافي .
ثم أنّ تصغيره يُفْضي الى تكبيره في العيون، وتضخيمه يهبط به الى الدرك الأسفل.
وابقاء المعروف مستوراً عن الأخرين هو المطلوب أيضا تحاشيا لإحراجِ مَنْ أسدِيَ اليه المعروف وحفاظا على ماء وجهه .
ولقد أمتدح الشاعر مَنْ أسدى اليه معروفا وتناساه حتى كأنه لم يصدر منه فقال:
زاد معروفَك عندي عِظَمَاً
انّه عندكَ مستورٌ حقيرْ
تتناساهُ كأنْ لمْ تَأْتِهِ
وهو عند اللهِ مشهورٌ كبيرْ
ان ستره عن الناس لا يعني انه مستور عند الله ، فالله سبحانه هو العالم بما كان وبما هو كائن وبما يكون ولا يخفى عليه خافية وهو لاشك يجزل لصاحب المعروف الأجر والمثوبات .
واهل المعروف في الدنيا هم اهل المعروف في الاخرة
-5-
هنيئا لمن زيّنَ المعروفُ صحائفَ أعماله .
ووفقنا الله وايّاكم الى أنْ نكونَ مِنْ أهلِهِ فصنائع المعروف هي الباقيات الصالحات.