على عادته
ليل يتأبط سره الملعون
يشد الرحال
إلى حيث ضجيج الصمت
و صقيع المسافات
في صرته
أسرار عطره
و تعويذة الجنون
بقدمين حافيتين
يراقص غواية الإشتياق
على ركح العتمة
يسرق الهدوء
من بين أصابع العاصفة
يزرع الملح زفرات
الجراح تربة خصبة
لوعود هاربة
ليل يرتب حقائبه
لمواعيد سفر لازوردي
ينثر الرماد
في عيون الساهرين
رحلة على متن
ذاكرة الماء
لا شيء يعنيه
مما حوله من تفاهات
دخان العابرين
فوضى الأنفاس
أصوات الموتى
صراخ الطرقات
وحده يمسك
بخيوط الأمس
القلوب طائر ورقي
بين أرض و سماء
معلقة أرواح العصافير
على أسرة الغياب
ليل يضاجع ريح الذكريات
كلما اسرَّ لها بخطيئته
رمته بسهام اللظى
قتلته مرات
وعانقته عند
مفترق الشوق
نكاية في وجع المسافات
بلهفة الراحلين
ليل يطوي جبة النهار
يخبئها في قبعة الإنتظار
أرواح بالأبيض و الأسود
تتوكأ عكازة الفراغ
شاشة مفتوحة
موسيقى جينيريك
لفلم ممنوع من العرض
أقنعة تلبس
وجوه أبطال من ورق
بخفة ساحر
ليل يرتدي أصابعه
يسحب الغطاء
يعري سوءة الطين
الشهوة ظمأ
الغياب خمرة الحنين
أفكار تنشر اجنحتها
فوق أهداب الفجر
تسكن مرايا الضياء
القلوب يخت
لأمنيات مترهلة
وسادة تحشو رغباتها
في رأس الأحلام
فرشاة ترقص عارية
فوق قماش الخيال
ليل ينام على كف الريح
يدس في جرة الروح
عويل وحشة
و مواويل زمن جميل
في حانته
دمى ترفع
عن سيقانها
و ثقوب نايات
تشرب نخب
أغنيات عاهرة
كم يلزم الليل
من نبوءات
حتى يزهر رغبة
في جسد الضوء؟
يمطر اللقاء عناقا
من ثدي الغيم
على مهل
تستيقظ الفراشات
في دم الغواية
وحدها تتهيأ للانعثاق
بعيدا
عن ضوضاء النهايات
و خطايا الليل
و كل أوزار الجنون
قصيدة
هاربة من صدر
شاعر مقتول.