لا يخطر في بالي بيتا من بيوت اهلنا في بغداد لا يحتوي مطبخه على جدر للخبز او تلك الحاوية ذات الشكل الاسطواني وسواء كان القدر او تلك الحاوية فكلاهما يحتويان على خاولي نظيف يغطي ارغفة الخبز او الصمون ويحافظ عليها دافئة لاطول فترة ممكنة !!
كان دخول المجمدات وانتشارها في بيوت العراقيين نوعا من إعلان الحرب على جدر الخبز الذي عاصر البيت العراقي لعقود وحين خسر جدر الخبز مكانته امام الفريزر البطحية، كان ذاك تاريخ ولادة ذائقة مختلفة لم يسعف الحظ اصحابها من الاجيال اللاحقة في التعرف على طعم كبة الجريش التي تضرب بالجاون او اقراص كبة البرغل الطازجة وكذا الامر مع كبة الحلب التي تضاهي الكهرب في لونها واقراص المتبقي من الرز المقلي بعد اتمام لف الكبة !!من العدل والانصاف ان نعترف نحن الذين حالفنا الحظ وسمحت لنا ظروف وتوقيتات حياتنا بتناول ارغفة الخبز والحنونات المغمسة بالسمسم طازجة من فوهة تنور الحطب واتاحت الدنيا لنا تناول اقراص كبة الجريش المهروسة بالجاون الخشبي ، وتذوقنا مدگوگة الاشرسي الغارقة بالراشي والسمسم والكثير من الأكلات والوجبات التي كانت تطبخ يوميا ونتناولها طازجة في زمن ما قبل الفريزر، من العدل ان لا نحسد جيلا لديه قدرة الحصول بضغطة زر على شاشة هاتف صغير معرفة تاريخ ميلاد خوفو او تفاصيل معركة واترلو او طلب بيتزا عبر تطبيق دورداش !!افتقد جدر الخبز وانا أسخن قطعة خبز بالفرن الكهربائي واخبركم ذلك عبر هاتف يتيح لي ارسال محبتي كما كنت أُودِعُ ارغفة الخبز والصمون ساخنة طازجة في ذات القدر كل صباح !!