عندما تردد أو تسمع كلمة الشهادة تستحضر الكثير من المعاني والمشاهد والصور، المشهد الذي نتكلم عنه هو صورة الوقوف بين أعضاء لجنة المناقشة بعد قراءة قرار الحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه والذي يعني منح صاحب الصورة بالعباءة العربية الأصل والتقليد شهادة الماجستير أو الدكتوراه، لحظات ومراسم المناقشة والصورة قد تفيض الى هدايا وغداء أو عشاء تبدو مألوفة أو تم تأليفها، ولكن الكواليس حاضرة لاخفاء الكثير من (العناء والشقاء والمثابرة والاصرار) أو (الغش والخداع والمراوغة والتضليل)، اذ تحكي الأولى الجهد الكبير والمتواصل في البحث والاستشهاد وتوليد الأفكار أما الثانية فتتحدث عن اللهث وراء مكاتب السمسرة أو من يتاجر بالبحث العملي الزائف أو بائعي الأفكار المسروقة أو المختطفة أو المفبركة، هنا الشخص غير المسؤول ممكن ان يكون من النوع الأول أو الثاني ولكن علامات الاستفهام والتساؤلات لا تتوقف حول المسؤول الذي التحق بأحد برامج الماجستير أو الدكتوراه مع استمراره في أداء مهامه الوظيفية وتحمله الأمانة والمسؤولية لإدارة شأن من شؤون الدولة والمفروض انشغاله بالواجبات الكبيرة والمهمة والخطيرة التي تتعلق بحقوق الدولة والمواطن وتلبية متطلبات المسؤولية، فاذا كان من النوع الأول فالتقصير الكبير أكيد في أداء واجبه الوظيفي وهو ما يستوجب المسائلة، أما اذا كان من النوع الثاني فهو يترجم كل أوصاف النوع الثاني في ممارستة لاعمال الوظيفة العامة، لنخلص أن المسؤول الذي يحصل على الشهادة سواء كان من النوع الأول أو الثاني فان اعلانه الحصول عليها يستوجب المسائلة عن التقصير اذا كان من الباحثين الاكفاء أو الخداع والغش والتزوير اذا كان ممن يشترون الورقة الزائفة بالدراهم الحرام.
# فائدة تاريخية: الشهادة المزيفة لا يمكن ان تصنع مجد لسارقها ولكن أصحاب المواقف لما ينسى التاريخ ذكرهم وهم لا يحملون سوى شهادة التاريخ بأنهم كانوا أهلاً لتحمل المسؤولية وحفظ الأمانة ورعاية مصالح الناس.