الدكتو مهدي الحافظ اكاديمي وسياسي وحاصل على الدكتوراه في الأقتصاد وماجستير في علم الأجتماع ،مثل العراق وزيرا مفوضا في الأمم المتحدة (78-1980) ومسؤوليات متعددة ..عالمية وعربية.صار عضو مجلس النواب وشغل منصب وزير التخطيط في حكومة الدكتور أياد علاوي (2004).

موقف

في 2004 ترأست وفدا يضم اكاديميين لمقابلة اعضاء مجلس الحكم للمطالبة بمساواة رواتب اساتذة الجامعات العراقية باقرانهم في دول الخليج ..والتقينا عضو مجلس الحكم الراحل عدنان الباججي في بيته بشارع الأميرات بالمنصور.دخل عدنان الباججي ومعه ميسون الدملوجي (والسيكارة بفمها).قدمت له المذكرة قرأها فقال:

– استاذ قاسم ..انتوا طالبين زيادة رواتبكم ،ولكن ما ذاكرين كم تريدون

اجبته:

معك حق..نعود للسبعينات.. كان الأستاذ الجامعي يتقاضى 500 دينارا، اي ما يعادل 1500 دولارا.

رفع يده مهدي الحافظ وقال:

(نرجو ان تكون طلباتكم معقوله.. وللعلم..ترى العراق بلد فقير)

وضعت رجلا على رجل وقلت له:

اللي اعرفه عنك دكتور مهدي انك درّست بجامعات في بلدان نامية وبلدان متقدمة..وتعرف كلش زين ان الأستاذ الجامعي فيها مقدرا..وتعرف تماما ان رئيس امريكا اذا انتهت مدة ولايته فانه يخير بين ان يكون محامي او استاذ جامعي. والذي لا تعرفه سيادة الوزير ان اساتذة الجامعة في زمن الحصار بالتسعينات اكلوا خبز النخاله المعجون بفضلات الصراصير..ولم يغادروا العراق..(قلت العبارة الأخيرة بحدة واصبع يدي نحو وجهه).

فقال الباججي مازحا: استاذ قاسم ..يبين السره راح يجي عليّ!

ولحظة غادرنا قال لي معاتبا :ليش هالشكل استاذ قاسم..وصرنا أصدقاء!

غادرنا مهدي الحافظ في ( 2 تشرين الاول 2017) وافتقدنا صوتا برلمانيا شجاعا وعقلا اقتصاديا خطط لوطنه ان يكون جميلا فباغتنا الموت باختطافه.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *