مع التطور المتسارع في مجال التكنولوجيا والتقنيات الحديثة فقد تعاظم دور الأدلة العلمية في الإثبات الجنائي وزاد هذا الدور التقدم العلمي في مجالات العلوم المختلفة الكيميائية أو الفيزيائية فقد تطورت وسائل اكتشاف الجريمة وان التقدم التكنولوجي أدى إلى حدوث تطور نوعي في الجرائم لذلك كان من الواجب ان تكزن القوانين مواكبة لطبيعة العصر الذي نعيش فيه لان النصوص القانونية اذا عجزت عن تحقيق العدالة سنصبح إمام مجتمع تسوده الفوضى وعلى الرغم من تطور استخدام الوسائل الحديثة في ارتكاب الجرائم ومحاولات الجناة للإفلات من العقاب الا ان ظهور البصمة الوراثية جاء ليكون منقذا للعدالة حيث ان دور البصمة الوراثية لم يقف عند حد تقديم وسيلة جديدة لحسم المنازعات في مسائل النسب والبنوة بل لعبت دورا كبيرا في أثبات الاتهام في الجريمة ونسبتها إلى الجاني وفي تحديد هوية المجني عليه وغيرها وان هناك الكثير من أنواع البصمات يتم الاستفادة منها في التحقيق الجنائي ومنها بصمة الإصبع وبصمة الصوت وبصمة الصورة وبصمة المخ وعلى الرغم من التطور العلمي وظهور أنواع كثيرة من البصمات بكافة التقنيات الحديثة الا انه مازال الاعتماد على تقنية بصمات الأصابع اكثر من غيرها من الأنواع الأخرى من البصمات كونها لا تخطئ إذ لا يوجد احد يتطابق في بصمات الأصابع حتى لو كان توأم وبما لهذة البصمة من أهمية في مجال الإثبات الجنائي وبرزت بصمة الصوت في الآونة الأخيرة على الساحة الجنائية في مجال إثبات الجريمة وبصمة العين من البصمات التي يتم أخذها عن طريق جهاز مخصص لهذا الغرض وان لكل عبن بمصتها و لا تتشابه مع غيرها و لو كانت لنفس الشخص وعند الاشتباه في أي شخص يتم الضغط على زر معين بالجهاز فتتم مقارنة صورته بالصورة المخزنة في ذاكرة الجهاز وتتنوع بصمة العين إلى عدة أنواع منها بصمة لقاع العين الشبكية وبصمة القزحية وتم اكتشاف تقنية جديدة في مجال علم البصمات تعرف باسم )بصمة المخ( يمكن ان يتحدد من خلالها مدى علم المشتبه به بالجريمة وتعمل هذه التقنية على قياس وتحليل طبيعة التشابك الكهربائي للمخ في زمن اقل من الثانية لدى مواجهة صاحبه بشي على علم به وان هناك أنواع أخرى من الوسائل العلمية الحديثة ومنها الأشعة غير المرئية تزيد أطوال موجاتها عن الأشعة الحمراء المرئية وكذلك الأمر بالنسبة للأشعة فوق البنفسجية و اشعة ) x (و أشعة جاما لا تراها عين الانسان الا انه من الممكن ان يسجل تأثيرها على أفلام التصوير الفوتوغرافية الحساسة و التي بدورها أصبحت وسيطا لتسجيل ما لا تراه العين البشرية فالتقط العلماء خيوط هذه الحقائق ولم يذخروا وسعا في سبيل الاستعانة بها لخدمة الانسان واتسعت اتجاهاتهم في مجال خدمة العدالة و لكشف الأدلة في القضايا الجنائية والمدنية و كمثال على ذلك تستخدم هذه الأشعة في مجال التزييف عن التزوير في المستندات و لإظهار البصمات الكامنة وبقع الدم وقد أدى التصوير بهذه الإشعاعات في العصر الحديث بقدر يفوق كل تصور في كشف العديد من الجرائم و ان الأشعة فوق البنفسجية هي نوع من الأشعة غير المرئية أي لا ترى بالعين المجردة ويمكن الحصول عليها بطريقة علمية و ذلك للاستفادة منها في الإثبات الجنائي حيث ان تسليط هذه الأشعة على الورقة المراد كشف التزوير فيها يعكس فتظهر الكلمات المحذوفة بالإضافة إلى دور أشعة جاما في الإثبات الجنائي حيث يمكن استخلاصها من عناصر طبيعية مثل الراديوم و يمكن استخدامها في مكان العمل ونجد من الضروري تعديل قانون أصول المحاكمات الجزائية رقم 23 لسنة 1971 و إدخال التقنيات الحديثة في مجال الإثبات الجنائي للجرائم التي تعجز الوسائل التقليدية عن إثباتها مما يسهم في إقرار العدالة الجنائية .
{ قاض