قد يتغير أحدهم علينا لأنه لم يعد يرى نفسه بمستوى المحيطين به فيبدأ بالتغيّر في حياته، حتى يمكن أن يتخلى عن أصدقائه وأقاربه أحياناً، ومن الممكن أيضاُ أن يصل معه الأمر أن يغير عنوان بيته، فتظهر النفسية التي كانت بداخله. طبيعته كانت فقط تحتاج إلى المال كي تظهر على حقيقتها.هكذا هي المناصب تعمى العيون ,فيرى صاحب المنصب كل من يحاول او يتقرب له ماهي الا محاولات من اجل ابعادة عن منصبه ,لهذا السبب لا يرى الا من يخدمة .
نلاحظ تقرب المنتفع ن له وتملقهم من اجل مصالحهم الخاصة الضيقة على حساب الاخرين ,فهم يمجدونه ويقدسونه الى درجة ان يصل الى درجة التوهم بانه معصوم او نبي منزل .كل ما ينطق به يعد كلام مقدس او كلام نابغة او فيلسوف عصرة فهو لا يخطئ ذكي جداً عبقري ,هكذا حاشيته توهمه دائماً ,ليصل الى درجة لا يعلم من جاع او افتقر ربما يوهم بان لا يوجد احد جائع او فقير .
فهو يبدأ باستقطاب الكلام المدح والتبجيل ولا يسمع الكلام الذم والتقصير ابداً,هكذا هم حكام العرب واصحاب المناصب الصغيرة او الكبيرة يصيبهم الغرور المصحوب بالنرجسية المأطر بالبارانويا العظمى ,فينسى ربه ودينه لا بل حتى ربه ودينه يبدأ بتفسيرهم حسب رغباته ومنفعته بطريقته الخاصة .
النسيان العائق الاخر في شخصية السلطان الحاكم فهو لم يعد يتذكر الماضي خاصة اذا كان ماضي مأساوي ,ولا يرغب ان يتذكر الاشخاص الذين كانوا يعيشون معه , فهو يفضل اولئك الذين ينثرون الورود تحت اقدامه ويلمعون كل شئ امامه ,كي تكون حياته وردية متنعم بالمال الحرام الذي يعد بالنسبة له حلال ويحسبه من الرزق الحلال وانه من المرزوقين والموفقين بالدنيا والاخرة ,ويرفع شعار “فاز بالذات من كان جسورا” حيث تحسب الجسارة هنا للابطال حتى وأن كان الرزق حلال ام حرام وعلى حساب الفقراء والوطن والدين والانسانية والقيم .