حروب الاستنزاف تطورت لان مفهوم السلاح التقليدي لم يعد الاوحد في حروب الاستنزاف، بفضل السلاح النووي والتكنلوجيا، وتطور الفكر البراغماتي الغربي، اصبحت قوة شعوب الدول الفاشلة (القوة الفتية) تُزج بحروب استنزاف لا نهاية لها، وفي مقدمتها اليوم حرب اليد العاملة المقهورة في السوق الحُر من اجل البقاء فقط، (بوقت واجر يخضع فقط لمصلحة رأس المال) وهذا يضمن خضوع وديمومة الحاجة لحركة المال الضرورية لتلك الشعوب لاستمرارها في الحياة فقط (للتنفس فقط) مع ضرورة ذلك النفس لكن للأنسان حاجات مُتجددة (في الفكر، والادب، والفلسفة، والعلوم الاخرى، والترفيه…)، حيث هذه الديناميكية ستخلق نوع من الجمود الفكري، فلا وقت للابداع امام السُرعة المُفرطة للقمة العيش وهي تنطلق بسرعة البرق امام تلك البطون الجائعة (وهنا نعي كيف ان الثروات يسيطر عليها القوي المُخادع وليس لتتقسم بعدالة ومن ثم بمساواة لِمن يستحقها)، لأن هذه الشعوب وجدت في نظام يُقدس المال وحده ولا شئ غيره وحول هذا النظام كل شئ الى سلعه قابلة للبيع (حتى التعليم، حتى الأنسان، حتى الصحة، حتى الأبناء!…) هذا الجمود سيؤثر على الدولة بشكل سلبي فيما لو لم تُحسن الدولة التدخل في هذه المعادلة لصالحها وصالح المجتمع بنسبة مُعينة، لأن العقول التي تبني الدول والحضارات والأمم ستنحسر وتكون خاضعة لمعادلة الجشع، في حين إن البقاء (العيش المُجرد) وحده بصورته المجردة هو جزء من الغاية الاكبر الا وهي بناء وتطوير الحضارة بكل مفاصلها.