إن ثقافة التوحيد في عصرنا الحالي لازالت بخير نلاحظها من الاقبال المتزايد لاداء الصلاة والمراسيم الدينية الجماعية لكل الطوائف ولم احبذ ذكر أسماء اماكن العبادة لان لدي جميع عباد الله في افضلية متساوية حيث تمتلا في الايام الاعتيادية والمناسبات وبزيادة ملحوظة كانت في ليلة السابع والعشرين من رماضان المبارك امتلأت حتى ساحاتها بالمصلين لاداء مراسيم ليلة القدر الى الفجر وتكررت لربما باكثر منها في اداء صلاة العيد ومراسيم تليق بهذه المناسبة ، ولم تكن بالكثافة المشهودة في العهود الماضية وتذكرنا هذه الحالة بأنّا لا زلنا بخير في خطى التاخي والمحبة والسلامة .
بالمقابل نلاحظ بالبصيرة والسمع في حياتنا اليومية إنماء ثقافة الفساد من الرشوة و التهافت على المناصب الحساسة للتغريف من المال العام سرا وعلانية ومنها بقوانين سنتها الانفس الامارة بالسؤ لم يكن تهافتهم لخدمة الشعب والدولة ، وكذلك القتل والانتقام في تزايد وافشاء المخدرات تنذر بأخطار شنيعة لانها تتسرب الى المجتمع والمنافذ الرخوة في السلطة اكثرمن تسرب النار في الهشيم ولم تكن معتادة بهذا الشكل الفظيع سابقا ايضا وكانت العقوبات رادعة وكفيلة للحد منها وتجفيف منابعها وللقائمين على مكافحتها باعتى منها إذا تهاونوا او ارتكبوا تلك الجرائم ولكل حالة حسب تاثيرها على تفكيك وتشويه المجتمع وتصل الى حبل المشنقة في القتل والمخدرات والتناقض بين الثقافتين واضح لايمكن ان تجتمعان في مجتمع واحد فللخير الثواب وللشر العقاب .
إن ثقافة التوحيد تبشر بالخير والسير نحو الامن والاستقرار وبناء العدالة والمساوات والتاخي بين افراد المجتمع ولكنها تعاني من أخطار مستميتة بسبب ثقافة الفساد المستشري في البلاد عن التلكأ في تطبيق القوانين بحق المجرمين فهم يخرجون من جرائمهم كالشعرة من العجين ودواعيها على السنة ومسامع الجميع قد تؤدي إلى هدم بنيان الدولة على رؤسهم هم قبل غيرهم وإن بلغوا الثرى من مال الحرام كما جرى للسابقون من امثالهم ويلعنهم اللاعنون الى يوم يبعثون .
لازلنا بخير إن كانت هناك مساعي ونوايا عاجلة في تطهير السلطة من الفساد الذي ولّد جميع الجرائم والمخالفات ومن اشدها القتل والمخدرات ،لايمكن معالجتهما إلا بعقوبات صارمة ، فلكل حالة وفق الاضرار التي تلحقها بالمجتمع من قبل المحاكم على ان تكون الدولة هي الداعية والراعية وصاحبة القضية عن كليهما لان اضرارهما تهدد الدولة في تفسخ وتفكك المجتمع وانها الأولى بها من االمعنيين الاخرين و تطبيق العقوبة بحق المجرمين نصا وروحا وعدم قبول التنازل والعفو والصلح العشائري بتاتا وإن وجد فيكون لأغراض التهدئة والتراضي بين طرفي النزاع وتكون للقانون السيادة المطلقة على القضيتين كما في دول متقدمة كثيرة . إن ثقافة الفساد بطبيعتها اسرع من السرطان في الانتشار بجسم المجتمع إن لم تعالج بعقوبات صارمة لانها الوسيلة البخسة للحصول على مغريات الحياة بدون تعب وارهاق والاثراء بغمضة العين وتكلفتها هدم الدولة على رؤس مواطنيها .وإن كانت اماكن العبادة مليئة بالناس ولذلك لايمكن لاي دولة اوالمجتمع الجمع بين ثقافتين متناقضتين . انا لست قانونيا ولكن دعاني تناقض ثقافة الفساد الهادمة للدولة والمجتمع مع مباديء دولة القانون والحقوق وتعارضها مع ثقافة التوحيد الهادفة للامن والاستقرار الى كتابة هذه السطور لانها معدية ومغذية للافكار الشريرة ، للمعالجة كما يقال قبل ان يقع الفاس على الراس .