اصبح المتقاعد رهين قوانين غير مفعلة لإنصافه وبين عدم الإنصاف من حيث المعاش بين قلتهِ وتأخيره في أحيان أخـر، وبين هذا وذاك ونتيجة لإغفاله لحقه الواجب بات المتقاعد يأمل بين الحين والآخر بزيادة حقوقهِ لتأمين على الأقل حالته الصحية، بعد إن أمضى سنواتٍ طوال في خدمة البلد ليكسب قوتهِ وليكون عنصراً فعالاً في المجتمع، اصبحوا أول من تجدهم يفني حياته لخدمة البلد واخر من يوفى حقه، هذه هي نهاية حكاية الموظف وعلى مدى السنوات السابقة وحقوق المتقاعدين مترنحة بين أدراج البرلمان، فهناك من ينادي بزيادتها دون مجيب، ومن يقترح تعديل قانون التقاعد الذي لم يكن عادلاً في كثير من فقراته، وبالتالي سيلحق ظلماً على شريحة واسعة من المتقاعدين. الإجراءات التي أطلقتها الحكومة الحالية في ما يخص المتقاعدين فيها الكثير من المزايا الإيجابية التي ستخدم وبشكل كبير المتقاعدين الجدد أو الذين سيحالون على التقاعد، حيث ستنهي هذه الإجراءات إن طبقت بشكل صحيح على البيروقراطية المملة، بدءاً من ترويج معاملة المتقاعد إلى الإجراءات الاخرى التي تؤرق وتثقل كاهل المحال على التقاعد، لكن الأهم ما الاجراءات التي ستنصف هذه الشريحة ، والذين يعتبرون النسبة الأكبر خصوصاً اذا ما علمنا بأن هنالك فوارق كبيرة بين الرواتب التقاعدية حيث إنه وبين الحين والآخر تتعالى الأصوات للمطالبة بزيادة رواتب الحد الأدنى منهم إلى الضعف ليتمكنوا من الاكتفاء النسبي وصون حقوقهم. أمام الحكومة الحالية فرصة كبيرة لتمييزها عن الحكومات السابقة التي لم تحرك ساكناً بالنسبة لشريحة المتقاعدين وتغاضت عن حقوقهم، فمثلما قامت بإجراءات حكومية لتسهيل انجاز معاملات المتقاعدين، عليها أن تستمر بإجراءاتها بالنسبة للقدامى من خلال تحقيق العدالة وعدم الفوارق الكبيرة بين الرواتب وتوحيد الرواتب بالنسبة للمتقاعدين (عسكريين ومدنيين) على غرار القانون المقترح لتوحيد رواتب الموظفين، والنظر إلى المتقاعد على إنه شخص أفنـى عمره لخدمة البلد، فمثلما قام بواجباته له ايضاً حقوق، إضافة إلى المادية ايضاً معنوية من حيث الحياة الكريمة التي يجب أن ينعمُ بها، وكما على الحكومة إذا ما أرادت طي هذا الملف بتطبيق ما عليها فعله عليها ايضاً أن تخطوا خطوات استثنائية وستحسب لها، من خلال بناء مستشفيات متخصصة لكبار السن لرعايتهم من خلال تقديم الخدمات الصحية، وإعادة التأهيل من خلال تلك الخدمات وبأسعار مدعومة، إضافة إلى تقديم تسهيلات مالية حقيقية من خلال القروض الميسرة من دون أي تعقيدات.

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *