ممكن ان نستنبط جملة من الدلالات التي مثلها فوز الرئيس التركي أردوغان في الانتخابات الرئاسية عام 2023منها :
1 -ارتكز في دعايته الانتخابية على أطروحة الاسلام السياسي التي تميزت كثيرا عن الاطروحات التقليدية التي درجت عليها قوى الاسلام السياسي لدى العرب و المسلمين منذ عقد الثمانينات . و لعل أهم مميزاتها ما يأتي :
أ – تمسك أردوغان باطروحة الاسلام السياسي التي جعلت من القرآن والعقل و المنجز محورا لها . و بذلك ابتعدت عن النزعات السردية التي تخاطب العاطفة و الغريزة .
اسلامي متنور
ب – تمسك كذلك بأطروحة الاسلام السياسي المتنور الذي يمازج ما بين الأصالة و الحداثة بخلاف ما درج عليه الاسلام السياسي التقليدي الذي بقي يدور حول نفسه بدون مراجعة أو تحديث .
ج – تمسك باطروحة الاسلام السياسي التي تعتمد على شرعية الانجاز دون غيره ، مبتعدا بذلك عن السلوك السياسي الاسلامي التقليدي الذي يعتمد لغة الشعارات ، و الادعاءات، و الموروث الديني من طقوس و تقاليد لا تمت للسياسة و الدين بصلة .
2 – و بهذه الرؤية يمكن القول أن فوز الرئيس أردوغان بالرئاسة مثل ضربة موجعة للاطروحة الغربية الليبرالية المتوحشة التي حشدت جهودها من أجل هزيمة أردوغان لكن جهودها باءت بالفشل .
3- مثل فوز أردوغان انتصارا للوطنية التركية التي تمسك بها الشعب التركي في مقابل النزعات الأممية التي ركز عليها منافسه ( أوغلو ) مدعما من الغرب بذريعة الانفتاح و العولمة و الحداثة .
2 – أكد فوز الرئيس أردوغان على إمكانية بناء تجربة ديمقراطية ناجحة في ظل حكم الاسلام السياسي المتنور حصرا . و ربما يمكن احتساب نسبة المشاركة في الانتخابات دليلا على ذلك . حيث تجاوزت نسبة المشاركة في الانتخابات في الجولة الأولى اكثر من 90 بالمئة و في الجولة الثانية أكثر من 85 بالمئة .
{ استاذ دكتور