انتظرنا كثيرا مثلما ننتظر وطنا ضائعا ان نصل الى الوقت المناسب للنجاح والمخاوف تتملكنا من ان لا نصل ابدا .مشاريع وخطط كثيرة وكبيرة سمعنا عنها لسنوات ولم نشاهد منها سوى تصريحات على الشاشة او الورق.ولكن يبدو ان الانتظار قد انتهى ووصلنا الى محطة الانتاج في اول خطواتنا والتي وضعناها في طريق التنمية اذ اجتمعت عشرة دول على انجازه بمشاركة وانطلاقة من العراق .ولاننا شعب يثور غضبا من شئ او من دون شئ صار لزاما علينا ان نشكل فريقا ناجحا لاننا نعشق الفوز دوما ونضع نصب اعيننا ان يكون طريق التنمية الذي اعلن عن انطلاقه السيد رئيس الوزراء السوداني في حفل بهي جمع الجيران والاحباب هو طريقنا نحو البناء، طريق نحو العالمية ، نحو عودة العراق الى مصاف الاقتصاد المنافس.اصوات كثيرة معارضة لهذا المشروع تحدثت وثارت وانتفضت ورغم انني احترام خطابهم ولكنني ارى انهم حاملين احد وجوه الحقيقة بدلا من وجهيها وهذا يحتاج الى تفسير.هل نحن فعلا نحب الوطن ، ام لدينا غايات مثلما هي في نفس يعقوب!!؟
الكثيرون قالوا ان طريق التنمية هو طريق نحو تنمية اقتصادات الدول الاخرى دون العراق بعد ان يحوله الى سوق استهلاكي لتصريف بضائع الاخرين واستنزاف امواله. محطات كثيرة من الفشل والاحباط والدمار مررنا بها طوال الاعوام الماضية ، ولكن حان الوقت للنهوض ولنجعل من انفسنا ممرا لعبور النجاح الى الاخرين بدلا من جعلها صناديق للادخار .