يسعى الانسان إلى الكمال ومن صور ما يبحث عنه من الكمال هو الرغبة في الظهور بأبهى صورة وقد شهد مجال التجميل الطبي تطورا سريعا وملفتا في السنوات الأخيرة إذ كانت عمليات التجميل يتم إجرائها عن طريق التداخل الجراحي ونتيجة التطور الصناعي فقد ظهر ما يسمى بصناعة التجميل و التي تقوم على تحسين المظهر الخارجي للشخص دون الحاجة إلى التداخل الجراحي معتمدة في ذلك على استعمال حقن كيميائية و استعمال أشعة الليزر والموجات الصوتية وغيرها من الطرق الفنية التجهيلية عن طريق مراكز تخصصية وانتشرت في السنوات الأخيرة مراكز التجميل في العراق بصورة ملفتة للحصول على عمليات التجميل المتنوعة وقد تم تنظيم عمل مراكز التجميل وفق التعليمات رقم (5) لسنة 1999ونظرا لتعلق عمليات التجميل بجسم الانسان مما يجعله محل خصوصية وهذا ما يدعو إلى ضرورة المحافظة على قيمة مقومات الجسد لذلك يستلزم القانون ان تحظى عمليات التجميل بجملة من المستلزمات العلمية والفنية حتى يعطى الترخيص بمزاولتها لكي يكفل سلامة الأشخاص الين يجرون عمليات التجميل وقد نصت المادة (2) من التعليمات على شروط إنشاء مراكز التجميل وهي ان يكون العاملون الممارسون لمهنة التجميل في المركز من خريجي المعهد الطبي الفني أو المعاهد المماثلة له من ذوي المهن الصحية وان تتوافر الشروط الصحية فيه كالتهوية والنظافة و الإنارة الكاملة ووسائل التكييف وموافقة وزارة الصحة على الأجهزة والأدوية والمستحضرات الطبية المستخدمة وان يكون تحت إشراف طبيب اختصاص جلدية أو تجميلية يتولى الفحص الطبي على المستفيد قبل تقديم الخدمة وبعدها ونظرا لتشريع قانون تأسيس المؤسسات الصحية الخاصة الاتحادي رقم (25) لسنة 2015 الذي جعل المراكز التخصصية الخاصة ومن ضمنها مراكز التجميل ضمن نطاقه وأضاف شروط إلى جانب تلك التي نصت عليها التعليمات وان مزاولة مراكز التجميل لنشاطها منظم بقواعد قانونية تحدد كيفية ممارستها بما يضمن حقوق المتعاقدين معها ويلقي العقد المبرم بين مركز التجميل والزبون التزامات على مركز التجميل وهي التزام المركز بتقديم الخدمة للزبون والسعي إلى وصول الزبون لما يبتغيه في ضوء أصول التجميل غير الجراحي والالتزام بضمان سلامة الزبون وان لا يعرض الطبيب المريض لأي أذى جراء ما يستعمله من أدوات أو أجهزة أو ما يعطيه من أدوية والتزام مركز التجميل بتبصير الزبون واخذ رضا الزبون ذلك لان التصرف بالجسم الإنساني من مسائل النظام العام و لا يجوز المساس بت الا بعد اخذ موافقة صاحبه ومن الالتزامات الأخرى لمراكز التجميل الالتزام بالسرية ويشكل هذا الالتزام احد الأمور التي تدعو بها أخلاقيات المهنة وانعكاسا لاحترام الثقة التي يوليها المريض للطبيب وان الأثر المترتب عن إخلال مركز التجميل هو قيام مسؤوليته المدنية حيث يقع على مركز التجميل التزامها بضمان سلامة الزبون سواء من الأخطاء الشخصية أو الأدوات المستخدمة والعلاجات المعطاة للزبون ونجد من الضروري تشريع قانون ينظم إعمال مراكز التجميل غير الجراحية والنص على التزام القائمين عليها بضرورة انجاز الخدمة وفقا لأصول فن التجميل ومتابعة مراكز التجميل غير المرخصة واتخاذ الإجراءات القانونية بحق القائمين عليها ومتابعة مراكز التجميل التي تقدم إعلانات مضللة والتي يعمل فيها أشخاص ليس لديهم أي ارتباط بالطب التجميلي .