يقول الله تعالى في كتابه الكريم ( المال والبنون زينة الحياة الدنيا )
فأبناؤنا هم حقا زينة حياتنا الدنيا وهم قرة أعيننا .
حينما يولد لنا الابن الأول نشعر كأن الدنيا لا تسعنا من البهجة والفرح .. نشعر كأنما نحن نولد من جديد ، وكلما جاء مولود آخر شعرنا بالزهو والفخر لانهم سيكونون عونا لنا حينما يكبرون في قابل الأيام .
هكذا هو الأمر كما متعارف عليه غير أن الذين حرموا من الذرية يشعرون بالخيبة وبالألم يحز في نفوسهم ويتمنون أن يهبوا ما يملكون ازاء مولود واحد يرزقهم به الله ولكن لا جدوى من التمني ما دام الله قد قرر سلفا مشيئته .
تقوم الأم بالقسط الأكبر من العناية بتربية أبنائها والسهر عليهم بعد ان حملتهم في احشائها شهور طويلة وهنا على وهن ، ثم يكمل الأب دوره في هذا المشوار حتى اذا شب الابناء عن الطوق واشتد عودهم تراءى على شخصياتهم الأثر الذي تركه الأبوان على سلوكهم وخلقهم .
ترى أي الأبناء يكون بارا وأي الأبناء يكون عاقا .. تلك هي المعادلة التي يجب أن نتوقف عندها فان كان الابن بارا فقد أوفى حق أبويه وكان حقا قرة أعينهما ، أما كان هذا الابن عاقا فقد خيب ظن ابويه وضاعت معها كل الجهود التي بذلاها في تربيته ليكون بعد ذلك وصمة عار في جبين الأسرة .
ان أبناءنا أمانة في أعناقنا وانها لمسؤولية عظيمة تلك المهمة التي تقع على عاتقنا في تربيتهم ، وأي تقصير أو تهاون في هذا الصدد له مردوداته الخطيرة .
ان كنا نحب أبناءنا حقا أخذنا بأيديهم نحو الطريق السوي من غير أن نغفل في نصحهم وارشادهم وأن نحذرهم من عواقب رفاق السوء وأن يكون نهجهم رضا الله والناس فلا يمسهم أي انحراف قد يضلل مسيرتهم .. حينئذ فحسب يكون هؤلاء الأبناء قرة أعين لآبائهم
اننا نخطئ خطا فادحا اذا أسرفنا في دلالهم كما نخطئ أيضا اذا عاقبناهم العقاب الشديد لأي خطأ يرتكبونه .. ان المسألة برمتها تحتاج الى حكمة والى اعتدال في النهج الذي نتعامل به معهم .. ان تربية الأبناء ليست بالأمر الهين حتى يكونوا رجالا واثقين من أنفسهم وحتى يكملوا المسيرة التي بدأناها في درب الحياة .