-1-
قال الشريف الرضي :
ليس الثراءُ بغيرِ المجدِ فائدةً
وما البقاءُ بغير العزّ محمودُ
شتان بَيْن مَنْ يكون ثراؤه بالمال وبين من يكون ثراؤه بالعلم والمكارم ومشاريع البر والاحسان والمعروف والنفع الانساني .
-2-
الثراء المالي ينتهي بالموت ، ويترك الميتُ كُلَّ أرصدَتِه الضخمة للوارثين يتقاسمونها بينهم وسرعان ما ينسونه ..
أما الثراء بالامجاد فانه لن ينتهي بالموت ، ويتحول الافذاذ من العلماء والمصلحين الى رموز تنحني لهم هامات الرجال على امتداد الأجيال .
-3-
خذوا الامام الشهيد آية الله العظمى نابغة الفقهاء السيد محمد باقر الصدر – رضوان الله عليه – مثلا :
انّه رفض أنْ يَشتري له بعض محبيه داراً لسكنه ، واقترح على ذلك المحب ان يجعل العقار مدرسةٌ لطلاب الحوزة العلمية ، ولم يملك من الأموال ما يمكن أنْ يُعد ثروة على الاطلاق ،
ولكنه تربع على قمم العلم والخُلق الكريم والجهاد وحَمْل هموم الرسالة والعمل الحثيث لانقاذ الأمة من براثن الظلم والطغيان ، ووظف آخر قطرة من دمه الزكي في هذا المضمار وبهذا ملك القلوب بلا استئذان كما ملك العقول بوصفه العملاق الأكبر في علوم الدين والمجدد المبدع في شتى العلوم الأخرى من الفلسفة والاقتصاد حتى التاريخ وسير الرجال فضلاً عن المبتكرات في دنيا حساب الاحتمالات وانشاء المصارف وفقاً لمتطلبات الشريعة الاسلامية .
وهذا هو المجد الحقيقي .
-4-
اننا بحاجة ماسة الى مَنْ يحمل هموم الشعب والوطن بَدَلَ أنْ ينحصر هَمُهُ في ارتفاع مناسيب ثرائه الشخصي .
وباختصار شديد :
نحن بحاجة الى مَنْ يبنون الامجاد للعراق الحبيب ، ولسنا بحاجة الى تسابق محموم لنهب الثروة الوطنية وتحويلها الى حسابات ضخمة في المصارف الاجنبية.
وأين الثرى من الثريا ؟