بعد هدوء العاصفة وانتهاء مشاركة منتخبنا الشبابي في مونديال الارجنتين 2023 بخروجنا من الدور الاول ولاول مرة في تاريخ مشاركاتنا التي انطلقت في تونس 1977 فان فريقنا لم يحصد اي فوز او يسجل اي هدف وخرج بتعادل وحيد ، وبمشاركة عدد من اللاعبين المغتربين المتميزين.
علينا ان نعترف ان الترشيحات المنطقية لم تصب بمصلحة منتخبنا الشبابي قبل انطلاق مونديال الارجنتين ، بل ان الواقع كان يشير ان التنافس سيكون على المركز الثالث مع تونس ، وهذا ما حصل بعد ان حققت تونس الفوز علينا وواصلت مشوار البطولة ، فيما حزم فريقنا حقائبه وعاد الى ارض الوطن.
البعض يقول ان فريقنا الشبابي قدم مباريات جيدة في الشوط الاول خاصة امام تونس لكنه اضاع الفوز بعد ان فشل في هز الشباب التونسية لتالق الحارس ولغياب اللاعب الهداف عن الفريق ، والذي سبق وان حذرنا منه وقلنا بان منتخبنا الشبابي لا يملك لاعباً هدافاً باستطاعته ان يحسم المباريات من خلال تسجيل الاهداف ، ولكن بالمقابل كان العناد حاضراً لدى المدرب وملاكه المساعد .
وهنا نذكر ان المباريات تحسم بالاهداف وليس بنسبة الاستحواذ وكثرة الفرص غير المستغلة ونقل الكرات الصحيحة ، لان الاستحواذ كان لصالحنا وحصلنا على فرص كثيرة لكننا خرجنا بخسارة ثقيلة قوامها ثلاثية ، ونؤكد ان الخسارات جاءت في شوط المدربين ، لان الملاك التدريبي فشل بالتعامل مع المباراة في شوطها الثاني ، وان غباء البعض واصراره على ان المدرب وملاكه المساعد قادرين على النجاح مع الفريق وايصاله الى ابعد مدى ممكن في المونديال .
اهداف المشاركات بمونديال الشباب تختلف من دولة الى اخرى، اغلب الدول لا تهتم للنتائج بقدر اهتمامها في بناء الاجيال الجديده القادر على المنافسة في مونديال الكبار ، واكتشاف مواهب تسهم في تطوير الاندية والمنتخبات الوطنية .
لذلك لا نرى اي امتعاض او جدل في اغلب البلدان التي تشارك في بطولات الفئات العمرية، وبعكس ما نشاهده في العراق من سجال اعلامي وبرامج فضائية وانشغال للسوشيال ميديا بالفريق الشبابي يفوق المنطق ، الذي يعتبر الفوز بمثل هذه البطولات انجاز لا يمكن الاستغناء عنه ويعوض عن وصول الفريق الاول لمونديال الكبار.
برامج خصصت ساعات من البث يومياً جعلت المشاهد ينفر منها لانها لم تقييم المشاركة بعقلانية وبهدوء وبميزان الربح والخسارة ، البعض فجر قنبلة وقال ان مشاركة منتخب الشباب كلفت الاتحاد العراقي (5) مليون دولار واذا كان الرقم صحيحا فعلى الجهات الرقابية اخذ دورها ومحاسبة من اهدر هذا المبلغ دون ان نحصل على ما اعلنا عنه باننا سنذهب بعيداً في البطولة وفقا لمباريات تجريبية مع البرازيل خدعتنا وجعلتنا نعيش الحلم الذي تحول الى كابوس.
والمشكلة ان الفريق الشبابي حصل على دعم غير مسبوق من الدولة العراقية واغدقت عليه الاموال على أمل ان يواصل اسعاد الجمهور لانه الهدف الاسمى ، لكننا بالمقابل لم نشاهد كلمة اعتذار قدمها الملاك التدريبي او القائمون على الاتحاد بعد الخسارات من اجل امتصاص غضب هذه الجماهير التي تم خداعها ، وبدل الاعتذار منها فان البعض بدأ حرب التصريحات الرنانة للدفاع عن الفشل الواضح وضوح الشمس.
وهنا نؤكد ان الاتحاد العراقي لكرة القدم يتحمل ما آلت اليه هذه التصريحات التي اطلقها القائمون على الفريق والتي ابتعدت عن الروح الرياضية وتحولت الى تسقيط الآخرين لان آرائهم كانت مختلفة في تقيم المشاركة المونديالية.
وستتواصل هذه المهاترات خلال الفترة المقبلة وقد يتدخل بها القضاء والعرف العشائري لحسمها ، لاننا ما زلنا لا نؤمن بحرية التعبير عن الرأي في اطار القانون الذي يفصل بين الجميع.