حدثٌ غير عادي، بتوقيت غير عادي أسفر عن نتائج مادية متواضعة، مقارنة بنتائجه المعنوية التي انعكست على كل أفراد الكيان الصهيوني، والآتي بنتائجه أعظم .
فجر يوم الجمعة، تحول هدوء الحدود المصرية الفلسطينية إلى صخبٍ منذ كثيرٍ من زمن، تمثل بحدث غير عادي من جبهة باردة وهادئة، كثيراً ما اعتبرها الإسرائيليون كذلك، إلى صخب ونار وقتلى وجرحى، فما الذي حدث ؟ وأي تطور جرى ؟ وفي أي توقيت؟ وماذا ينتج مستقبلاً عن ذلك الحدث ؟
أسئلة كثيرة رافقت مجريات الساعات الماضية التي شهدتها المنطقة الحدودية بين مصر وفلسطين، والتي طالما اعتبرها الصهاينة، أنها جبهة هادئة لن تسبب له المشاكل، حساباته بُنيت على تحليلات كثيرة، أبرزها التطبيع الرسمي المصري، والنوم بين أحضان الصهاينة، لتأتي هذه الصفعة مدوية في صداها، معيدة حسابات الصهاينة ومذكرة إياهم بأنها جبهة لطالما سوّت المفاجآت سابقاً ولربما تعود هذه المفاجآت يوماً .
بغض النظر عن دوافع ما حصل وحيثياته وما حقيقته، إن كان عملاً منظماً لجهة تحاول فتح محور قتال جديد مع الصهاينة، أو كان عملاً فردياً من جندي عربي، آمن بعروبته وبانت أمامه كل الحقائق، أو حتى لو كان، وهو احتمال ضعيف، حدث عرَضي نتج عنه ما نتج، فإنه في خلاصته يؤكد لنا حقائق لم تعد تحتمل الشك .
لقد أكد ذلك الحدث، على اختلاف حقيقة كيف جرى، أننا يوماً بعد يوم نتأكد من هشاشة كل المنظومات والأجهزة الأمنية الاسرائيلية، وتكرار إخفاقاتها وخساراتها التي لم تعد خافية على أحد.
تتأكد هشاشة وزوال فرضية وقدرة الردع الإسرائيلية، وانحدار كفاءة مقاتليه إلى مستويات قياسية، لأن كل التحقيقات أكدت أن شخصاً واحداً هو من قام بقتل هذا العدد من الجنود وإصابة العدد الآخر وهو دليل على تدني فني واضح عند الصهاينة في تكتيكات العسكر، في حال وقوعهم في أي كمين .
الحقيقة الأخرى التي تأكدت، أن هذا الجيش باتت قدراته ضعيفة، فكيف يحصل هكذا عمل يوقع قتلى وجرحى، بغض النظر عن كيفية هذا العمل، والجيش الإسرائيلي في مناورة كبرى تحاكي تهديدات جبهة الشمال .
كشفت ثغرات كبرى حدودية مع الجانب المصري، ستفتح شهية كبرى، على رسم خطط مستقبلية لفتح ممرات وطرق توصل إلى المقاومين في غزة التجهيزات والحاجيات، وربما المقاتلين .
كثيرة هي استنتاجات ما حصل، وكثيرة هي تداعياتها القادمة ستكون على الصهاينة، لأنها فتحت عيون وشهية المقاومين على أبواب وطرق إمداد جديدة وربما على جبهات يشهدها المستقبل القريب .
ثابت واحد أن الجيش الذي كان لا يُقهر، توالى تقهقره، وبانت عوراته فبدا كله عورات وكله إخفاقات وما قلناه سابقاً عن اقتراب النهاية، يوما فيوماً يتأكد .
حدث فاقت فعاليته صواريخ وأسلحة يملكها الإسرائيليون، في توقيته، نتائجه ودلالاته المستقبلية وما هو آت أكبر وأعظم إن شاء الله .

 

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *