في كل زقاق ، وعند مقتربات الشوارع ، وعلى الارصفة في المناطق الشعبية ، ناهيك عن محال بيع الفواكه والخضر ، ومركبات الحمل الصغير والمتوسطة والكبيرة ، الجاثمة قرب المنعطفات والمجمعات السكنية و ” الستوتات” نجدها امتلأت بمحصول ” الرقي والبطيخ ” وجميع الباعة يعلنون بصوت جهوري ان محصول هذه السنة وفير جدا ، وتوفر على مذاق حلو رائع ، ولون يسيل له اللعاب ..
والمفرح في هذه الوفرة ، ان هذا المنتوج لم يقتصر على محافظة معينة ، او تربة معينة ، او طريقة ري معينة ، انما شملت ارض العراق بأجمعه .. من الموصل واربيل والسليمانية وسامراء وبغداد والنجف الاشرف وميسان والبصرة .. والمحافظات اجمعها ..
لكن غير المفرح ، ان الفلاحين والمزارعين ، ابطال هذه الوفرة ، يعيشون حاليا صدمة ، فهم يسوقون هذا المنتوج المهم ، بما يشبه ( البلاش ) فالكيلو الواحد يصل الى ( العلوة ) بمائة فلس فقط ، وفي احسن الاحوال بمائة وخمسين فلساً ، ومن هذا الثمن البسيط يدفعون اجرة المركبة الناقلة من مزارعهم الى ( العلوة ) مع تعبهم الجسدي ، واجساد عوائلهم في جني المحصول وحمله ( رقية ، رقية ، او بطيخة بطيخة ) الى مكان التجميع لنقله الى مراكز بيع الجملة ..
بربكم ، هل هذا التعب يتساوى ، مع سعر الطن الواحد من منتوج الرقي والبطيخ الذي يبيعه الفلاح وهو بين ( مائة او مائة وخمسون ) الف دينار فقط ؟.. من الانصاف القول : ان الفلاح يعيش وضعا اقتصاديا سيئا حاليا ، سببه عدم رعاية الدولة له ، واكيد ان الامر سينعكس سلبيا على المواسم الاخرى .. وهنا اقترح ان تقوم الجمعيات الفلاحية بتكريم الفلاحين الذين قاموا بتوفير هذه المادة الصيفية المهمة للعراقيين .. وان يكون التكريم ماديا ومناسبا بعد مفاتحة وزارة الزراعة او الامانة العامة لمجلس الوزراء للحصول على الاموال المناسبة ، واعتقد ان اموال التكريم ان تمت ، ستكون اقل بكثير لو كان العراق قد قام باستيراد هذه المادة من الخارج مثل السنوات السابقة ..
قليلا من الدعم للفلاح ، سيؤدي الى انتعاش السوق بالمنتوج الزراعي العراقي .. فهل نحن فاعلون ؟

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *