منذ مدة طويلة افصح الأستاذ عدنان درجال رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم المحترم عن نواياه ورغبته العارمة بإقامة ما سماه دوري المحترفين الذي ما زال يدور في الأوساط المعنية كاعضاء اتحاد او هيئة عامة وكذا الأندية وجماهيرها والعاملين بها وبدرجاتها المختلفة فضلا عن وسائل الاعلام … دون ان يرى النور او يدخل حيز التنفيذ .. بل ان أحدا لم يع خارطة طريق ذلك المشروع والية عمله ومتطلباته وفوائده المتوقعة ..
واليوم نرى جدلا واسعا يعم الأوساط كافة التي ما زالت تدور بفلك التصريح والأمنية الأولى للسيد رئيس الاتحاد .. وهي بكل الأحوال ما زالت ( مجرد ) امنية بطور الطموح والنمو وإمكانية التحقق وان قطعت أشواط من الراي وخطوات على ذات الطريق … ما دامها لم تدخل حيز التنفيذ او بالأحرى تشرع وفقا لاليات العمل المتبعة في العراق حصرا .. ولا اقصد برلمانيا .. ولكن التشريع هنا هو خروج المشروع من طور الفكرة والتصريح والأمنية الى دور الاعداد والتخطيط والتنفيذ او بمعنى اخر التحول من الفكرة الشخصية الفردية الى التنفيذ الجمعي العملي ..
هنا الفارق كبير بين المعنيين ويحتاج الى فهم أوسع وصراحة ووعي وتحمل مسؤولية .. لاسباب شتى يمكن تلخيص بعض اوجهها بما يلي : –
أولا – ان المشروع برمته يحتاج الى ميزانية صرف ليست استثمارية .. بل من خزينة الدولة غير المثبتة بالميزانية ولا المصادق عليها من قبل البرلمان اي انها أموال خاضعة للمسائلة ويجب ان تصرف بموجب مستندات ووثائق وصلاحيات قانونية بحتة لا تثير الشك والتساؤل ولا تدعو لا حقا تدخل من الجهات الرقابية والنزاهة .. بمعنى ضرورة الاحاطة التامة بكل ذلك .
ثانيا – حتى اليوم الجهات ذات العلاقة المباشرة ( وزارة قطاعية ، اولمبية ،اندية ، وسائل اعلام ، ملاكات عاملة كالمدربين والاداريين واللاعبين …. وغير ذلك ) لا يعلمون شيء عن فحوى مشروعهم الذي هم من سيتولى تنفيذ مفرداته على الأرض .
ثالثا – بما ان القضية تشمل جمهور ووسائل الاعلام الكروي وهي الشريحة الأكبر والاضخم والأخطر … من الراي العالم وما يعنيه من تماس مباشر مع امن الدولة .. اذا يحتاج الى تبادل الراي واخذ موافقة الحكومة بتخويل رسمي وتحمل مسؤولية للتبعات كاملة وبما يضمن ان الأمور تسير وفقا لفلسفة الدولة وتحقيق مصالحها العليا .
رابعا – مدى إمكانية التنفيذ الفعلي على ارض الواقع ودراسة الجدوى من نواح متعددة التي لا يمكن حصرها بالجانب المالي .. بل يجب ان تفتح وتربط بملفات أخرى من قبيل الامن وصحة والسياحة والاجتماع والبنية تحتية وشبكة المعلومات … فضلا عما تعنيه من جوانب فنية رياضية وشبابية وإعلامية .
اذا ما سارت الأمور وفقا لنوايا حسنة وفهم واسع مشترك .. يمكن تلمس الضوء كسطع شعاع الشمس في واضحة النهار دون استئذان ولا خشية ظلام ..
والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق