في منتصف القرن الماضي كنا نحتفي كثيرا بأدباء المهجر نقرأ كتاباتهم واشعارهم ونتحدث عن الظروف الصعبة التي دفعتهم لتلك الهجرة البعيدة إلى قارة كانت لا تزال بكرا هي أمريكا الجــنوبية وكان الاضطهاد وضيق العيش وانعدام الأمن هي دوافع هذه الهجــــــرة حيث ضاقت اسباب العيش وتدنت فرص الحياة الكريمة وتحولت الهجرة إلى نوع من النزوح والهروب المستمر إلى أي مكان وبأي وسيلة وأصبح العراق بعد الاحتلال وقبله الحروب طارد لأبنائه وعقوله وثروته البشرية وأصبح المواطن يعرض نفسه للسجن والموت الرخيص للهروب إلى بلاد لاتريده اصلا ولا تقبل بوجوده لقد أصبحت مأسي الهجرة والاغتراب قضية لا يمكن السكوت عنها هي نزيف وطني نعاني منه الآن وسنعاني منه اكثر في المستقبل القريب وانه لأمر محزن ان نسميها نزيف هي أصـــدق ما يمكن أن تطلق على ظاهرة هــــــــجرة العقول وانخراطها في حياة دول الغربة وأكثــــــــرها تشمل اختصاصات ذات تقنيات علميه رفيـــــــعة مثل الهندسة والطب والفيزياء.