هاتفني فرحا جذلا- بعد قدومه من تونس – وقد استطاع عبور شارع في الشميساني بعمان وكأنه يصل ضفة الامان النائية من بحر المانش !
على الطرف الاخر الروائي الراحل عبد الرحمن الربيعي الذى روى لي الحادثة التالية:الشي حصل انه هو استاذ في بغداد من مدينتي – الناصرية – دعا والده وقال له : تعال ابق كم يوم في بغداد.. فخرج الاب الى الشارع ثم عاد فاعلن التوبة عن مغادرة المنزل مرةاخرى فقال له: ليش ماتطلع؟
قال : وين اطلع هاي السيارات العتوي (الهر الذكر ) ماخلص منهاب عدما شاف امامه مشهد قط كبير ضربته السيارات فخاف الرجل فهل تريدني ان اغامر وارمي نفسي في الشارع؟!
قلت له : انت تشبه المتنبي تماما تبنته جدته !حيث رثاها بقوله(أحن إلى الكأس التى شربت بها وأهوى لمثواها التراب وما ضما ).
(ربما هذه مصادفات .. هي لم تتبناني انما ربتني بمثابة امي وهي التي كانت حريصة علي من حوادث السير حين اخرج حين كان عدد السيارات في الناصرية ثلاث فقط وحين تخرج تمسك بيدي ولا تتركني طليقا في عبور الطريق ..
-ماشيتك – بعمان – ومازلت تخشى السيارت وتجد صعوبة في عبور الطريق).
( تماما رغم اني اقودها منذ فترة مبكرة ؛ لكني عملت حوادث سير كثيرة في بيروت وتونس بلا حساب وفي بغداد دون قصد لان السياقة اصبحت فوضى كاملة وعليك ان تسير وسطها اذا كنت تريد ان تكون في اقصى حدود الانتباه والا تأخذك السيارات… هو يرى في اجتياز الشارع إنجازا)!
وانا حين اصل الى الضفة الاخرى من شارع زهران الذي تمرق فيه السيارات (زي الطلق ) لانه لاوجود لاي من الاشارات الضوئية اعتبر الامر انجازا!
سيكون انجازا فائق الحجم لو تمكنت الحكومة ببغداد من تبليط الشوارع باسفلت هيت والقيارة وتلك مأثرة بيضاء تسجل في صالح السوداني .
وترى معجبة به تسعى لارتقاء المسرح وهو يغني في حفل مجاني بعمان وترى في ذلك علامة في سجلها وهي الراغبة … انه راغب علامة!
ويرى صاحبي المحتفي بفوز اردوغان ان من رغباته ان اكون معه في استانبول الان وهو يقول : لن تخسر ليرة واحدة بيت اخيك (عين غطا وعين فراش ) وانا اخرج من رياضة الجم في شارع الجاردينز اغني له : اريد انهض وما بالحيل كوه على اجتافي اشيل الثوب كوة ؛ اجاكم يالحانا الشيب كوة بعدنا صغار على الهم والاذيه…
شؤون صغيرة:
تمر بها أنت .. دون التفات
تساوي لدي حياتي.. جميع حياتي .. حوادث قد لاتثير اهتمامك .. اعمر منها قصور واحيا عليها شهور : نزار.