14 عاما مرت على رحيل شيخ المدربين العراقيين عموبابا وذلك يوم 27 ايار (مايو ) الماضي حيث ترقبت ان تستذكره وسائل الاعلام وتتوقف عند هذا للسفر الخالد من تاريخ الرياضة العراقية الا ان النزر اليسير بقي ممتنا لمسيرة اللاعب والمدرب المعروف الذي حقق للكرة العراقية انجازا غير مسبوق حينما خطف مع المنتخب الوطني بطولة كاس الخليج لثلاث مرات حتى تطبعت تلك البطولة باسمه فضلا عن بقاء هذا الانجاز خالدا باسمه دون ان يتمكن اي من المدربين من الاستئثار بهذه الفرصة التي حظي بها المدرب الذي تدين له اغلب الكفاءات الكروية العراقية من خلال اسهام مدرسته الكروية برفد المنتخبات الوطنية باللاعبين المهاريين فضلا عن انه كان وراء اكتشاف نجوم كثيرين اسهم من خلال اختيارهم بتحقيق التميز للمنتخب فهو لم يكتفي بلقب المدرب فحسب بل عرف عنه اكتشافه للكثير من المواهب الكروية التي تدين له بالفضل في سبيل ارتدائها لفانيلة المنتخب الوطني ..
من بين تلك المحطات استذكر انه كان يقود في احد الاعوام منتخب الناشئين حيث كان المنتخب المذكور في مهمة دولية في بطولة للفئات العمرية وكان حارس مرمى المنتخب المذكور نور صبري حيث شهدت احدى المباريات احتساب ضربة جزاء ضد منتخبنا فما كان من المدرب الراحل ان يصرخ على صبري بالثبات وعدم التذبذب وفعلا استطاع الحارس الصغير –انذاك- من ان يسجل اسمه كحارس مستقبلي للكرة العراقية حتى ان صراخ المدرب عموبابا بدا واضحا من خلال النقل المباشر للمباراة والتي كانت تنقلها احدى القنوات ..
وقد بقي اسم المدرب عموبابا خالدا في ميدان التدريب وحكمته في اصطياد المواهب الكروية وبادلته وسائل الاعلام التقدير حتى حظي بمكانة مسبوقة لم يحظى بها اي لاعب او مدرب عراقي حيث عرف في اوساط عديدة وبقي اسمه متداولا على كل لسان نظرا لما حققه فضلا عن كونه من المدربين المحظوظين ممن اسهموا بنهضة الكرة العراقية وارتقائها بفترة ازدهارها عبر حقبة الثمانينات الى مستوى ان المنتخب العراقي كان المنتخب الذي يشكل رعبا في الاوساط الاسيوية من خلال ابراز المدرب لدوره في اختيار الاكفا والانسب من اللاعبين في مختلف المراكز حتى بقيت تلك الحقبة تشير الى غبن وظلم لحق بلاعبين كثيرين ممن لم يتمكنوا من اثبات جدارتهم واحقيتهم بمراكز المنتخب الوطني نظرا لوجود اكثر من لاعب مهاري وفي المركز ذاته دون ان يتمكنوا من المنافسة حتى وجدنا في تلك الفترة بالذات العديد من المنتخبات الرديفة التي شكلت رافدا مناسبا للنهل منها من جانب المنتخب الوطني حتى ان مشاركتنا ببطولة كاس الخليج عام 1986 كانت بالمنتخب الرديف حيث ابرزت نتائج غير ملبية للطموح مع ان المنتخب الاول كان يجري برنامجه الاعدادي للدخول في الاستحقاق الابرز من خلال مشاركته بنهائيات مونديال المكسيك في العام المذكور ..
وشكلت محطات المدرب عموبابا وحياته وسيرته التدريبية مادة دسمة استطاع اكثر من صحفي يعمل بميدان الاعلام الرياضي في توظيفها لتضحي مادة لكتاب صدر لاحقا ومن الصحفيين ممن استهوتهم تلك المحطات فابرزوها في اصدارات صدرت لاحقا الصحفيين الرياضيين علي رياح وهشام السلمان مع اسهامة جريدة الزمان الرياضي بتكريم المدرب الراحل وزيارته في منزله للاحتـــفال بما قدمه فكانت تلك الاحــــــتفالات فرصة لتكريم المدرب الذي مثل سفرا خالدا في مسيرة الكرة العراقية ورقما صعبا لايمـــــكن ان تمحـوه توالي الاعوام كون انجازاته التي حققها مع المنتخب هي ذاتها التي تحـــــدثت عنه بكل تقدير واحترام .