ان الحياة في دأب وتطور سريع فكل يوم نجد جهاز جديد وبرنامج متقدم يغزو أسواقنا المحلية حتى مات لدينا عامل المفاجئة وصرنا نـتلقى أخبار التطور التكنولوجي المدهش بابتسامة حاذقة وتأمل مرير ، وهذا التطور الصاروخي المفاجئ قد انعكس على أنظمة عمل مؤسسات وزاراتنا وصار سبباً من أسباب الخلل الإداري الحاصل في تلك المؤسسات ويعود هذا إلى الكثير من مدراء الدوائر والأقسام من الموظفين القدماء الذين مازالوا متمسكين بكراسيهم ويمارسون عملية الصراع من اجل البقاء فهولاء من خريجي مدارس وكليات العصر الماضي ويحملون معلومات علمية تبدلت نظرياتها ومفاهيمها اليوم والمشكلة ان أكثرهم يرفضون إدخال التكنولوجيا الحديثة إلى مكاتبهم بسبب محدودية أفكارهم وجهلهم العلني بهذه الأجهزة المتطورة وبرامجياتها المعقدة.

وعدم تمكنهم من التعامل مع ألغازها بسبب كبر سنهم ومللهم في العمل وعدم مقدرتهم على مجاراة تطلعات الشباب التواقين إلى التطوير والاندفاع نحو التغيير فبقيت أقسامهم لفترات طويلة أسيرة الجهل والتخلف للنظام الإداري الموروث ، لقد تطور العلم وظهرت الحاسبات بكل صنوفها و المجاهر الالكترونية والتلسكوبات العملاقة والرادارات النابضة فرحنا نرى الدنيا بشكلٍ أكثر تشعباً وتعقيداً وهذا حال الناس في الأزمان المتعاقبة فأكثر الخريجين القدماء لايصلحون لمناصب اليوم وصار وجودهم ضاراً وغير نافع ومن أمثلة حصول التطور الدائم تصوروا إن إحدى رسائل الماجستير لأقارب احد الأصدقاء في سبعينيات القرن الماضي كانت تدور حول الموجات والدور المنفرد الذي تلعبه الموجة ( الجيبية ) في عمليات الإرسال والاستلام على الصعيدين الأرضي والفضائي وحصل على الشهادة بدرجة جيد وقد تبين لنا قبل سنوات مثلاً ان استعمال الموجة الجيبية

? ( Sine wave ) ) هي اردء وسيلة لاسلكية لنقل المعلومات بسبب تعرضها الدائم للتأثيرات الكهرومغناطيسية المحيطة بالأرض وتوافقها مع الشوشرة عند المسير التي تحدثها الايونات المرابطة في أعالي الأجواء فجائت بدلها لاحقاً الموجات المربعة وموجات سن المنشار وموجات معقدة اخرى ذات الترددات العالية لتحتل عرش الإرسال الفضائي بدل من الموجات الجيبية التي اتضح انها متخلفة ومن يدري سنكتشف بعد عشرين سنة قادمة موجات اكثر تطوراً وأعظم اختراقاً .. كان القصد من هذا المثال الماضي هو التأكيد على ان الحياة في تطور دائم وكذلك دوائر الدولة في تطور هي الأخرى فهي جزء من هذه الحياة ومن الضروري أن يتم اعادة اختبار معلومات الموظف كل خمسة سنوات بشكل عادل بعيد عن الوساطات و( الكلاوات ) لنعطيه التقييم الصحيح ونضعه في المكان المثالي لمحرك العمل المنتج فالشخص المختص يجب أن يكون في مكانه المناسب ومن الخطأ العظيم أن نعتمد على الشهادة الدراسية الاستاتيكية المعلقة فوق الجدران لعشرات السنين التي تتقزم في كل شهر امام جبروت العلم المتجدد وقد ثبت من التجارب المتراكمة بأن الموسسات التي تعتمد على شهادة الموظف لفترات طويلة دون تطوير او اختبار سيصيبها الفشل والخلل في العمل المؤسساتي كما ترون ما حل بجهازنا الاداري اليوم من اخطاء هائلة وروتين صار حجر عثرة امام عجلة التطور أيها السادة .

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *