الكاتب نصير جبرين

 

الحرب قسوة وعنف وهدم وانانية وهي طمس لفكر الإنسانية التي تحيا بها البشرية من أجل خلق سلام .في الحرب ﻻ يوجد طرف خاسر وآخر رابح، .بل ﻻيوجد طرف منهزم واخر منتصر . ففي الحروب الكل خاسر والكل منهزم .وان حاول مروجو هذه الحروب ، على اختلاف تسمياتهم ، ان يغلفوا طموحاتهم الشخصية وشهواتهم في السيطرة والاستغلال والاستلاب بشتى الاغطية الدينية والوطنية والتحررية واﻻنسانية والاخلاقية . إﻻ ان حقائق اﻻمور دائما ما تتكشف عارية واضحة للعيان حالما تضع الحروب اوزارها وتحسب اﻻطراف المشاركة فيها خسائرها الفعلية التي هي خسائر للشعوب وليس للسلطات الحاكمة .التي كثيرا ما شابهت حجرا مرميا في بركة ماء راكد ؛ حيث تبدأ الدوائر المتولدة عنه تتعاظم من نقطة السقوط حتى الجرف الأخير .فلا تبقى قطرة ماء واحدة مستقرة بسبب سقوط حجر (الحروب)هذا .

ان اي دين يختار الحرب وسيلة لتحقيق اهدافه هو دين فاشل .ان اي نظام سياسي يختار الحرب وسيلة لتحقيق اهدافه هو نظام فاشل .ان اي مبادئ تختار طريق الحرب وسيلة لتحققها هي مبادئ فاشلة . ان اي فكرة تختار طريق الحرب ﻻنتشارها هي فكرة فاشلة ..بل لقد فشلت البشرية في تحقيق اهداف الانسانية على اﻻرض والدليل على ذلك ان هذه البشرية مازالت تختار طريق الحروب لحل مشكلاتها ونشر افكارها واديانها وسياساتها ومبادئها ..فيا لبؤس الانسانية بهكذا بشر ،ويا لبؤس البشر بهكذا خيارات ؛ ليس من ورائها غير الهدم و الدمار ، والتخلف والفساد ، والفقر والجوع والمرض والجهل ، واﻻستبداد والعبودية ، وانتحار القيم الانسانية واﻻخلاقية العظيمة فلنبك على الإنسانية التي ضاعت بين المنافقين والانتهازيين والباحثين عن المصلحة على حساب البشر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *