يُعَدّ اَلْحَاكِمُ اَلرُّومَانِيُّ ( جَالِيكُولَا ) أَشْهُرُ اَلطُّغَاةِ اَلرُّومَانِ وَأَغْرَبَهُمْ ، حَيْثُ وَصَلَ جُنُونُهُ بِالْمَلِكِ إِلَى أَنَّهُ طَلَبَ مِنْ أَعْوَانِهِ أَنْ يَحْضُرُوا لَهُ اَلْقَمَرُ ! ! ! ! ! ! . وَبَكَى لِعَدَمِ اَلْحُصُولِ عَلَيْهِ ، وَعَيَّنَ حِصَانُهُ بِمَجْلِسِ اَلشُّيُوخِ ، كَمَا صَنَعَ مَجَاعَةً بِنَفْسِهِ حَتَّى يَتَذَكَّرَهُ اَلتَّارِيخُ . كَانَ أَكْثَرَ مِنْ مُجَرَّدِ طَاغِيَةٍ ، كَانَ نَمُوذَجًا لِلشَّرِّ وَجُنُونِ اَلْعَظَمَةِ ، وَتَقَمُّصَ دَوْرِ اَلْإِلَهِ فِي اَلْأَرْضِ . وَذَاتَ يَوْمٍ تَظَاهَرَ بِأَنَّهُ سَيَمُوتُ ، فَبَادَرَ أَتْبَاعُهُ بِالدُّعَاءِ لَهُ بِالشِّفَاءِ ، بَلْ مِنْهُمْ مِنْ بَالِغٍ فِي اَلتَّهَوُّرِ أَنْ يَأْخُذَ اَلْإِلَهُ رُوحَهُ بَدَلاً مِنْ ( جَالِيكُولَا ) ، وَرُومَانِيّ أُخَرَ مِنْ اَلْحَاشِيَةِ وَعَدَ أَنْ يُعْطِيَ مِائَةَ قِطْعَةٍ ذَهَبِيَّةٍ أَنَّ شُفِيَ اَلْإِمْبِرَاطُورُ ، وَفَجْأَةُ خَرَجَ عَلَيْهِمْ ( جَالِيكُولَا ) يُبَشِّرُهُمْ أَنَّهُ لَمْ يَمُتْ ، وَأَنَّ عَلَى كُلٍّ مِنْ قَطْعِ وَعْدًا أَنْ يَفِيَ بِهِ . فَقُتِلَ اَلشَّخْصُ اَلْأَوَّلُ ، وَأَخْذَ مِائَةِ قِطْعَةٍ ذَهَبِيَّةٍ مِنْ اَلشَّخْصِ اَلثَّانِي . وَمَا زَادَ مِنْ جُنُونِهِ وَبَطْشِهِ أَنَّ اَلشَّعْبَ كَانَ خَائِفًا مِنْهُ ، وَكَذَلِكَ كَانَ رِجَالُهُ ، رَغْمَ أَنَّهُ كَانَ بِإِمْكَانِهِمْ أَنْ يَجْتَمِعُوا وَيَقْضُوا عَلَيْهِ ، إِلَّا أَنَّهُمْ اِسْتَسْلَمُوا لِلْخَوْفِ . وَذَاتَ يَوْمٍ جَاءَتْ اَللَّحْظَةُ اَلَّتِي سَتُؤَدِّي بِحَيَاتِهِ ، حَيْثُ دَخَلَ إِلَى مَجْلِسِ اَلشُّيُوخِ مُمْتَطِيًا صَهْوَةَ جَوَادِهِ ، وَلَمَّا أَبْدَى أَحَدُ اَلنُّوَّابِ اِعْتِرَاضَهُ ، أَجَابَهُ ( جَالِيكُولَا ) : ” لَا أَدْرِي لِمَا يُبْدِي اَلنَّائِبُ اَلْمُحْتَرَمُ اِعْتِرَاضُهُ عَلَى دُخُولِ جَوَادِي اَلْمُحْتَرَمِ عَلَى اَلرَّغْمِ مِنْ أَنَّهُ أَكْثَرُ أَهَمِّيَّةٍ مِنْ اَلنَّائِبِ ؟ ؟ ؟ ! ! ! ! ! ! ! ، فَيَكْفِي أَنَّهُ يَحْمِلُنِي ” ، وَطَبْعًا كَعَادَةً ، ، اَلْحَاشِيَةُ هَتَفُوا لَهُ وَأَيَّدُوا قَوْلَهُ . وَأَصْدَرَ قَرَارًا بِتَعْيِينِ جَوَادِهِ عُضْوَا بِمَجْلِسِ اَلشُّيُوخِ ، وَطَبْعًا هَلَّلَ اَلْأَعْضَاءُ لِحِكْمَةٍ ( جَالِيكُولَا ) ، وَانْطَلَقَ ( جَالِيكُولَا ) فِي عَبَثِهِ حَتَّى اَلنِّهَايَةِ ، فَأَقَامَ اِحْتِفَالاً بِتَعْيِينِ جَوَادِهِ ، وَكَانَ لِزَامًا عَلَى اَلْأَعْضَاءِ ( نُوَّابُ مَجْلِسِ اَلشُّيُوخِ ) أَنْ يَحْضُرُوا بِمَلَابِسِهِمْ اَلرَّسْمِيَّةِ لِلِاحْتِفَالِ ، وَيَوْمَ اَلْحَفْلِ تَفَاجَأَ اَلْحَاضِرُونَ أَنَّ اَلْمَأْدُبَةَ لَمْ يَكُنْ بِهَا سِوَى اَلتِّبْنِ وَالشَّعِيرِ ! ! ! ! ! ! ! ! ! فَلَمَّا اِنْدَهَشُوا قَالَ ( جَالِيكُولَا ) : إِنَّهُ شَرَفٌ عَظِيمٌ أَنْ يَأْكُلُوا مِنْ صَحَائِفَ ذَهَبِيَّةٍ مَا يَأْكُلُهُ حِصَانُهُ ، وَهَكَذَا أَذْعَنَ اَلْجَمِيعَ لِرَغْبَةِ اَلطَّاغِيَةِ وَأَكَلُوا اَلتِّبْنَ وَالشَّعِيرَ ! ! ! ! ! ، إِلَّا وَاحِدًا كَانَ يُدْعَى ( بَرَاكُوسْ ) رَفَضَ ذَلِكَ ، فَغَضِبَ ( جَالِيكُولَا ) وَقَالَ لَهُ : مِنْ أَنْتَ لِتَرْفُضَ أَنْ تَأْكُلَ مَا يَأْكُلُهُ جَوَادِي ؟ ؟ ؟ ؟ ! ! ! وَأَصْدَرَ قَرَارًا بِتَنْحِيَتِهِ مِنْ مَنْصِبِهِ ، وَتَعْيِينَ حِصَانِهِ بَدَلاً مِنْهُ . وَبِالطَّبْعِ هَلَّلَ اَلْحَاضِرُونَ بِفَمٍ مُلِئَ بِالْقَشِّ وَالتِّبْنِ ، وَأَعْلَنُوا تَأْيِيدَهُمْ لِذَلِكَ اَلْمَجْنُونِ . إِلَّا أَنَّ ( بَرَاكُوسْ ) ثَارَ وَصَرَخَ فِي وَجْهٍ ( جَالِيكُولَا ) وَالْأَعْضَاءُ مُعْلِنًا اَلثَّأْرَ لِشَرَفِهِ ، وَصَاحَ فِي أَعْضَاءِ مَجْلِسِ اَلشُّيُوخِ : إِلَى مَتَّىْ يَا أَشْرَاف رُومَا نَظَلْ خَاضِعِينَ لِجَبَرُوتٍ ( جَالِيكُولَا ) ؟ ؟ ؟ ؟ ! ! وَقَذْفَ حِذَائِهِ فِي وَجْهِ اَلطَّاغِيَةِ وَالْحِصَانِ ، وَصَرَخَ يَا أَشْرَاف رُومَا اِفْعَلُوا مِثْلِي ، اِسْتَرَدُّوا شَرَفُكُمْ اَلْمُهَانُ ، فَاسْتَفْحَلَتْ اَلْمَعْرَكَةَ بِالْأَطْبَاقِ وَبِكُلِّ شَيْءٍ وَصَلَتْ إِلَيْهِ أَيْدِيهُمْ ، وَتَجَمَّعَ اَلْأَعْضَاءُ وَأَعْوَانٍ ( جَالِيكُولَا ) عَلَيْهِ حَتَّى قَتَلُوهُ ، وَقَتَلُوا حِصَانَهُ أَيْضًا . . . وَلَمَّا وَصَلَ اَلْخَبَرُ إِلَى اَلشَّعْبِ ، خَرَجَ مُسْرِعًا وَحَطَّمَ تَمَاثِيل ( جَالِيكُولَا ) وَأَيْضًا تَمَاثِيلَ أَفْرَادِ عَائِلَتِهِ . *تُشْبِهَ قِصَّةَ اَلْإِمْبِرَاطُورِ اَلرُّومَانِيِّ اَلطَّاغِيَةِ ، مَا يَتَعَرَّضُ لَهُ نُوَّابُ اَلْعِرَاقِ مِنْ رُؤَسَاءِ اَلْكُتَلِ اَلْمُتَسَلِّطِينَ عَلَى اَلنُّوَّابِ وَالرِّقَابِ* . . أَتَذَكَّرُ فِي اَلدِّرَاسَةِ اَلِابْتِدَائِيَّةِ ضَحِكَ مُعَلِّمِي حِينَ سَأَلَتْهُ : مِنْ صَعَّدَ اَلْجُمَلَ عَلَى اَلتَّلِّ ؟ ؟ ؟ ! ! ! لِأَنَّ مَا مَكْتُوب فِي كِتَابِ اَلْقِرَاءَةِ : إِلَى مَتَى يَبْقَى اَلْبَعِيرَ عَلَى اَلتَّلِّ ؟ ؟ ؟ ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! ! لِأَنَّ *اَلْحَلَّ هُوَ مِنْ صَعَّدَ اَلْجُمَلَ عَلَيْهِ أَنْ يَنْزِلَهُ* ! ! ! اَللَّهُمَّ أَلْهَمَنَا اَلْقُوَّةَ وَالصَّبْرَ . . وَمُدُنًا بِالْعَزِيمَةِ وَالثَّبَاتِ وَالنَّصْرِ . . . . . . . . . . . اَلْبُرُوفِيسُور د . ضِيَاءُ وَاجِدْ اَلْمُهَنْدِسُ . . .. .. مَجْلِسُ اَلْخُبَرَاءِ اَلْعِرَاقِيِّ

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *