في اليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال ، يقف العراقيون في مقدمة شعوب العالم في مسألة تشغيل الأطفال واستغلالهم في أعمال لا قبل للكبار عليها ، وللمسألة هذه أسباب عديدة يقع في مقدمتها تراجع الشفقة لدى العائلة العراقية على فلذات أكبادها ، وهو مؤشر خطير بدأت به المجتمعات الصناعية الغربية وكان من أهم نتائجه التفكك الأسري ، واليوم يترك الطفل العراقي دفئ فراشه ليهرع عند الفجر نحو عمل لا خيار له فيه إنما هو خيار الأهل والمجتمع أو خيار الدولة التي تراجعت عن واجباتها إزاء الأمومة والطفولة ، تلك الطفولة اليافعة التي تراها عند كل تقاطع مروري تحمل علب المياه المعدنية أو أو علب السجائر ، أو طفلة جميلة بعمر 7 سنوات تسعى وراءك لتعرض عليك المناديل الورقية ، أو طفل يعمل عشرة ساعات كما يقول الطفل علي 11عاما في معامل الطابوق لقاء 6 دولارات بوميا ، بعد أن ترك الدراسة وهو في الصف الرابع. ، أو ذاك الطفل الباكي كل لحظة في ورشة تصليح السيارات جراء تعنيف أو ضرب ( الاسطة صاحب الورشة ) أو تلك المراهقة التي تعمل خادمة وتتعرض لدناءة ابن الأسرة المدلل ، أو ذلك الذي مات أبوه وتركه بائعا للعلكة وهو عرضة للتحرش في ساحة التحرير ، أو ذاك الذي يصعد برجليه الصغيرتين وهو بحمل الطابوق إلى الدور الثاني لدار قيد التشييد ، أو ، أو ، إلى ما لا نهاية من الأعمال الشاقة والقسرية التي تتنافى وأحكام المادة .9 من قانون العمل العراقي رقم 37 لسنة 2015 أو وفقا للمبادئ المنصوص عليها في اتفاقية مؤتمر العمل الدولي بشأن الحد الأدنى للاستخدام رقم 138 واتفاقية حظر اسوأ اشكال عمل الأطفال رقم 182 الخاص بعمل برنامج منظمة العمل الدولية بشأن الإلغاء الكامل لعمل الاطفال .
أن الوضع المؤلم (جدا ) للطفل العراقي ، البرئ ، الواقع بين ظلم اجتماعي سببه قسوة العائلة التي غادرت مكامن الابوة والحنان إلى مواطن التقاط لقمة العيش ، أو بسبب الإهمال الحكومي الذي يغتال كل لحظة تلك الطفولة بسكوته على جرائم العبث بالأطفال ، أو تخلي الحكومات المتعاقبة عن أدوارها في احتضان هذه الشرائح الاجتماعية النقية وتركها بلا مأوى مناسب أو مدرسة جاذبة أو لقمة من تلك الأموال السائبة ، أو حتى ثوب من موارد بلادهم المنهوبة ،
أننا بهذه المناسبة الدولية ، نود أن نذكر الجميع ، مجتمعا ودولة وأحزابا ومنظمات للمجتمع المدني ، أن هذه الطفولة التي تقتل بواكيرها كل ساعة ، إذا ما تركت على ما هي الآن ، ستكون نقمة على الجمـــيع في قادم الأيام ،، والحليم تكفيه إشارة الإبهام .