..
كلما حاولت أن أزرع شجرة
زحف الأسمنت
كلما عمقت البحر الضحل
غرقت فيه
أنا مشنوق أبدو إنسانا كاملا
لا أستطيع السير
لكنني أجاهد كمن يمشون
على أيديهم..
هاتفني صديق بالأمس
أسمعني آخر نكتة فبكيت
أسمعته آخر هم فضحك
بدونا شابين مع أننا جاوزنا
الخمسين
بدونا واقعيين أيضا
(تراب المقابر غبر السماعات)
سأذهب صباح الغد
إلى الأحوال المدنية
أجدد بطاقة الرقم القومي
وأسأل نفسي كالعادة: لماذا
أنا مشتبه فيه على الدوام؟!
لماذا لا يتركني البوليس
ويفتش الأشرار الواضحين؟!
هل المواطن الصالح
مختلف عن ملامحي بالكلية؟!
لدي موعد في العصر
مع صديقة جميلة
لن أحكي لها عن سأمي
من الزواج
يبدأ الخداع من هنا
الخداع الذي يفضي
إلى السأم نفسه
لو كنا ذكيين ذهبنا
إلى الفراش بدون حكايات
شممنا بعضنا
وخلقنا تشويقا سرمديا
بائع الروبابيكا أكثر شيء
يذكرني بنفسي
أنا قديم أمثل دورا جديدا
أنا محطم أقاوم السقوط
الخواء حولي مرعب
أخاف ظله الممتلئ
أتمنى لو أفنى قبل أن أعلن
إيماني بسرابه المهول
نهاية الفيلم لن تكون
مفاجئة في جميع الأحوال
الغزالة ستنجو
والفهد الصياد قد يطارد
ظله
(ورثته لن يجدوا صيدا
بالمثل)
والملحدون ستلفت
أنظارهم سحابة ما
كل ما هنالك أنني سأندم
لأنني صدقت السيناريو
الأول الساذج
ذلك الذي جعلني أتخيل
خلودا للواقع الهش!
**