يتميز شارع المتنبي والمنطقة المحيطة به وخاصة في أيام الجمعة وأيام العطل والمناسبات يتميز بالفوضى الاجتماعية وعدم وجود تنسيق في البضائع والكتب المعروضة هناك فأكثرها مرمية على الأرصفة بشكلٍ مبعثر أشبه بالفوضى الحاصلة في مايسمى بسوق هرج وتحتل مساحات واسعة من الطرقات حتى تتسبب في انسداد المعابر المهمة لتحدث ضيقاً مزعجاً في مسير الناس بالإضافة إلى سوء المناظر التي تؤدي الى حصول نفور نفسي من تلك الأجواء وخاصة أمام السياح الوافدين من خارج البلد الذين يزورنها للمرة الأولى وهم يجاملون الإعلاميين أصحاب الكاميرات ويدعون بان شارع المتنبي جميل ومنظم لاستحيائهم وخجلهم منا …. فالكتب الثقافية مرمية على الأرض والكثير منها قد جاور اوساخ الشارع بالإضافة الى قربها من مجرى مياه التنظيف الذي تسكبه المطاعم الشعبية والمقاهي التراثية المهترئة والمحلات والمساكن الواقعة في تلك المنطقة وهذا امر معيب يعكس الشكل السييء للسمعة الثقافية الحسنة المعروفة عن شارع المتنبي أمام الشعوب التي لم ترى حقيقية هذا الشارع من قريب وإنما ينقل لها الأعلام بعض الصور المنمقة فقط ، فالأمر يزداد سوءً يوما بعد آخر والفوضى المهذبة تزحف كل جمعة لتشمل مساحة جديدة هناك ولا وجود اثر واضح لتنظيم حضاري معاصر نستطيع أن نتباهى من خلاله أمام الشعوب بمظهر يدل على اننا مثقفون منظمون معاصرون للحداثة الدولية من وراء تنسيق واجهتنا الثقافية والفكرية ( شارع المتنبي ) .. هذا بالإضافة إلى ما يجري داخل حديقة السراي من تداخل في مكبرات الصوت بين المجاميع الغنائية والشعرية وترى الناس تتجمع بتزاحم حول شخص يغني او يلقي شعراً والقوي يدفع الضعيف في بعض الحشود المزدحمة لكي يستحوذ على مكان يتفرج من خلاله على ما يحدث داخل المجموعة الفنية المخنوقة وسط ذلك الجمع الفوضوي فيتعكر صفو النفوس ويندم البعض على مجيئه الى هذا المكان ( كرنفال القشلة ) ويرحل يبحث عن مكان آخر اكثر رتابة وسلمية هارباً من عدم الانضباط وسوء التصرف الذي يصدر من بعض الحاضرين المتطفلين من الذين يحملون لمسة سوقية فيها الكثير من رداءة الاخلاق وعدم الشعور بالغير ، تتميز وللأسف الشديد الكثير من المرافق الترفيهية التي تعود الى الدولة التي تدخل في مفهوم ( القطاع العام ) بفوضى التنظيم وما يترتب عليه من عدم اهتمام الموظفين بواجباتهم وذلك لضمانهم الحصول على مرتباتهم الشهرية ان اخلصوا في عملهم او لايخلصون على خلاف مايتميز به القطاع الخاص من جدية في العمل وعدم قبول التسيب ويكون الموظفين أو القائمين بواجباتهم عرضة دائمة لعيون الرقيب صاحب العمل ليرصد المتقاعس عن واجباته ويطرده من عمله .