.
ازور تلك النفائس واشهق بآيات فوزية العلوي معتمرا وحاجا ومتبركا ومكلوما … اتعثر بنباح التاريخ المرقع والمهلهل وما اكل السبع منه ومن ثم خلفوه للضباع لتكتبه على ارداف السبايا .. لكنه تاريخ مغاير ذلك الذي تكتبه لنا العلوي نصيا بطريقتها الاستقصائية بعد ان عبثت به العنعنات ليبدأ من (خلف المعلقة بقليل) وهي العصور التي تغولت فيها القبيلة الى اقصى مدياتها لتكون بديلا فاشيا لجميع القيم السائدة آنذاك ولتفرّخ فيما بعد ايديلوجيات توحيدية بلبوس قداسي لا تختلف كثيرا عن حاضنتها الاولى وان تبدت للناظر ظاهراتيا مغايرتها لاصولها الرملية الاولى لكون تلك الايديلوجيات اعتمدت تنظيما شموليا موسعا وادبيات روحانية غيبية لتكشف لنا العلوي مركزية الربوبية الذكورية وطغيانها وهامشية الذات الانثوية بل انسحاقها الى درجة اللوعة تلك الايديلوجيات التي تسللت افكارها ومفاهيمها العتيقة عبر جينات مخادعة وازمنة معتمة لتبقى مؤثرة وفاعلة تشهر سلاحها الشرس كلما لاح في الافق عصر جديد والى يومنا هذا ( لم يولموا لي
ولا غرسوا زيتونة مباركة
أو نخلة تظللني
لا اوقدوا قبسا كي استنير
ولا ٱنست نجما في مجرتهم
كي اقتفي برهانهم
أو استدر لرمضائي حلمة مزنهم
لم يتركوا إذ قسًموا غنائمهم لي شاء
أو ظل قبرة
اوخيمة لعواصفي إن اقبلت ) ويلاحظ هنا استشراء ادوات النفي في لحمة النص الى ما قبل نهايته حتى بلغ عديدها ثماني عشرة اداة نفي من ضمنها احرف العطف التي هي الاخرى تفيد النفي لوقوعها بعد تلك الاداة عاطفة فعل النفي من التابع على المتبوع ويوضح هذا الامر المصادرة التامة لحق المرأة في كافة ميادين الحياة الدنيوية بل ويتعدى الامر حتى المصير الاخروي الذي جاء خطابه ميالا الى الهيمنة الذكورية مع عملية طرد مركزي للانوثة كوجود اساسي وفاعل . .( هم لم ينادوني لاشهد اقتسام الليل
أو حتى ارابط في التخوم ) لقد حفل النص باستعارات وشفرات وترميزات لامعة مستلة من الموروث وظفتها العلوي بطريقتها المقتدرة دون ان يختل النسيج النصي ويجير لصالح النص التراثي الراسخ لتقدم للمتلقي متعة القراءة وفائدة المعلومة وفضاءات التأويل .( ولا غرسوا زيتونة مباركة ، أو نخلة تظللني ، لا اوقدوا قبسا كي استنير ، ولا ٱنست نجما في مجرتهم
كي اقتفي برهانهم . ) .ويبقى النص العلوي مادة غنية للحفر والتأويل والمقاربة مهما تعددت القراءات وكثرت طرائق البحث والاستشراف وتلك من خصائص الاقتدار وعمق التجربة التي تتميز بها تلك الشاعرة الاستثنائية .
النص:
.خلف المعلقة بقليل
.
لم يولموا لي
ولا غرسوا زيتونة مباركة
أو نخلة تظللني
لا اوقدوا قبسا كي استنير
ولا ٱنست نجما في مجرتهم
كي اقتفي برهانهم
أو استدر لرمضائي حلمة مزنهم
لم يتركوا إذ قسًموا غنائمهم لي شاء
أو ظل قبرة
اوخيمة لعواصفي إن اقبلت
هم لم يقولوا لي
على سبيل الكنابة
فلترحلي ولتبحثي لنشيجك
عن صدر يداويه
ولتتبعي سحبا تهدي زروعك
ماءها وسماءها
ولتبذري عنما كيما يجيئ ربيعك قانيا
لا شك أن خضابك
محمول على هام الغيوم
هم لم يقولوا صراحة ولا اوحوا الى طيري
بان تحلق عالبا عن ارضهم
لم يهدروا لغتي
حتى اهيم مع صعاليك للفلاة
ولا اوحوا لشاعرهم ان يشتهي رضاب قلبي
أو ينشد لدراقي خمسين معلقة
تذر الفطيم من الهوى كهلا
هم لم ينادوني لاشهد اقتسام الليل
أو حتى ارابط في التخوم
هم اخذوا دواتي واقلامي
ولما تبقى من صهيل الخيل
وسروا الى أرض لست اعرف شرقها من غربها
فكيف أكتبني اذن
لا حبر لي كيما أخضبني
ولا رواة كي ينقلوا عني
أو حتى صعلوك يهيم بي
وبقتسم ثريدي
مع ذئابه

قبل aktub falah

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *