الكاتب خالد القره غولي
إشارة .. المخلوقات جميعا ، تمتلك جانبا إيجابيا وجانبا سلبيا في عقولها وتبقى مهمة التنفيذ غامضة ! أدولف هتلر الزعيم النازي الألماني كلف البشرية أكثر من خمسين مليون قتيل وضعفهم بين جريح ومعوق ومفقود وزوال مدن من على وجه الأرض وتغيير في خرائط قارات ودول إلى الأبد وظهور قطبين للنزاع بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية في عام ( 1945 ) سميا فيما بعد بالمعسكر الشرقي الذي يقوده الروس ( الإتحاد السوفيتي آنذاك ) والمعسكر الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية .. هتلر كما يؤكد أغلب المؤرخين وبعض من عاصره أنه كان طبيعيا جدا ومتواضعا وفي أعوامه الأخيرة عشق إمرأة إسمها إيفا براون ظلت مصاحبة له حتى يومه الأخير في ( 30 ) نيسان عام ( 1945 ) ( على أغلب الروايات ) حين قرر أولا الزواج من عشيقته ثم أمرها بقتل كلبه ورمي الرصاص على رأسها وإنتحر هو بعد ذلك وحرقت ودفنت جثته وجثة عشيقته وكلبهما في مكان مجهول كما أوصى آخر جنود كانوا معه ! الروس دخلوا برلين ورفعوا علمهم الأحمر فوق الرايشتاخ (مقر القيادة الألمانية) في اليوم التالي بالضبط أي في الأول من مايس جامعين بذلك دخولهم برلين ودحرهم النازية بالتزامن مع إحتفالهم بعيد العمال العالمي وهي الذكرى التي يحتفل بها الشيوعيون كرمز من رموز النصر لعقائدهم .. هتلر النازي المجرم السادي كان يتمنى ألا تكون نهايته على أيدي الروس لذلك حاول منذ عام ( 1941 ) مهاجمة الإتحاد السوفيتي وإحتلاله رغم تحذيرات معظم مستشاريه وقادته العسكريين لأن القتال مع الروس معناه الإجهاز على العقيدة النازية والهزيمة المسبقة مهما كلفهم ذلك من خسائر .. فالعقيدة الروسية كانت وما زالت وستبقى لا تؤمن بالهزيمة بل تضع النصر كهدف لها حتى لو قضي على الشعب الروسي كله ولم يبق في موسكو إلا الكرملين ( قصر الرئاسة الروسي ) والقتال في روسيا لايجيده إلا الروس وذكروه بهزيمة نابليون قبله بعقود لكنه لم يرعوي .. والروس صدقوا بأنهم دولة قوية يجب أن تتساوى في تأثيرها على السياسة العالمية كالأميركيين والبريطانيين والفرنسيين والصينيين فصنعوا قنابل ذرية أسوة بأعدائهم الأميركان وترسانة أسلحة وأساطيل ورغبة وشهوة للتدخل في سياسات بعض الدول إنتقلت بالوراثة من جوزيف ستالين الزعيم الشيوعي الذي قاد روسيا في الحرب العالمية الثانية وصولاً الى فلاديمير بوتين الرئيس الروسي الأرثوذكسي المؤمن ! إنتظر الروس كثيرا منذ أن تفككت دولتهم السوفياتية وضاعت منهم أوكرانيا وجورجيا وبيلاروسيا ودول بحر البلطيق كأستونيا ولاتفيا ودول وسط آسيا مثل كازاخستان وأذربيجان وطاجيكستان وغيرها ما دفع الروس إلى إعادة النظر بسياستهم جذريا وبخاصة بعد أن أزاح الموت رئيس التغيير الحقيقي بوريس يلتسين وصعود وجوه سياسية شابة كبوتين الشيوعي السابق وضابط المخابرات العتيق !
بوتين لم يمانع بالمشاركة في برنامج غنائي روسي كي يكسب شعبية أوسع .. ولم يمانع أبدا بالتدخل الهمجي الوحشي لإبادة الشعب الأوكراني وقتل وتهجير وتجويع ملايين الأطفال والنساء والشيوخ بحجة محاربة الإرهاب وتحرير الشعب الأوكراني من الانفصاليين والحقيقة لا تتعدى مشاركته في مشهد تمثيلي فاشل وكوميديا سوداء بطله هو لكي ينتظر المصفقين له في دور البطولة والظهور أمام الروس أنه قائدهم العظيم والجدير بالمساواة مع لينين وستالين وخروشوف وبريجينيف فأمر جنديه الممغنط لافروف
( وزير الخارجية ) بالإعتراض العشوائي على جميع قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن ومنع أي بادرة حقيقية لحل سلمي مرضي لجميع الأطراف .. بوتين لم يخطأ وحسب بل سيكلف خطأه هذا مستقبل الشعب الروسي وعزل روسيا عن المجتمع الدولي عن قريب .. فبوتين رهن مستقبله بمستقبل حاكم ظالم أحمق مريض هو بايدن .. وهو نفس خطأ هتلر حين لم يسمع نصائح أحد فدفن محروقا مع كلبه .. وها هو هتلر الروسي الجديد الذي يقود العالم إلى هاوية مؤكدة بدفاعه عن باطل مهزوم لامحالة لابد أن ينتهي كما إنتهى كل الطغاة .. ولله الأمر.